قال عبدالمنعم أبوالفتوح رئيس حزب مصر القوية، إن قتل المصريين فى فض اعتصامى رابعة والنهضة جريمة ستظل محفورة فى ذاكرة الوطن مثل غيرها من الجرائم، مؤكداً أن الرئيس المعزول محمد مرسى كان سيئاً للغاية، وأن الثورة مستمرة، إذا ظلت الأوضاع على ما هى عليه الآن. وأعرب عن أمله فى عدم اختفاء الإخوان من المشهد السياسى، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً منهم يرغبون فى العمل السياسى، وأنه يتطلع إلى حكومة غير مسيّسة لإجراء الانتخابات.
جاء ذلك فى مقابلة مع معهد دراسات الشرق الأوسط بالولايات المتحدة أجراها كورنيليس هولسمان رئيس تحرير التقارير العربية بالمعهد، أكد فيها وقوفه ضد الدولة الدينية وخلط السياسة بالدين، ولذلك خاض الانتخابات الرئاسية كمرشح مستقل بعيداً عن الإخوان التى تأسست فى الأصل كمنظمة دعوية بهدف إصلاح وتغيير المجتمع من خلال القاعدة الشعبية، موضحاً أن الدولة الدينية يظن حكامها أنهم ممثلون عن الله وهو الأمر الذى يخلق التمييز بين المواطنين ويتعارض مع مفهوم المواطنة التى تقضى على التمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس وتكتفى فقط بأن تكون مصرياً، لكن أبوالفتوح استدرك فى هذه النقطة، موضحاً أن كلامه لا يعنى الفصل التام للدين عن الحياة السياسية فى الوقت نفسه ولكن ألا يتحول الأمر إلى دولة دينية.
وأضاف أن تجربة محمد مرسى فى الحكم كانت سيئة للغاية، موضحاً أنه أطلق وعوداً لم يف بها، واستبعد المعارضة التى حولت الصراع السياسى إلى أيديولوجى وأنهم فى حزب مصر القوية لديهم موقف واضح يتمثل فى ضرورة أن يظل الصراع بين السلطة والمعارضة فى الإطار السياسى.
وأوضح أن مرسى كان ينبغى عليه الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وأن يبقى فى السلطة لحين إجرائها احتراماً للدستور، حتى وإن كنا نعارضه، ولكن ما تشهده مصر الآن فوضى وعودة للحكم العسكرى، مشيراً إلى أن حزبه مصمم على استكمال ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وفسر أبوالفتوح هوية حزبه والتى تعتبر أقل تحفظاً من حزب الحرية والعدالة، قائلاً «إن السبب فى ذلك أهل بلدى الذين أحدثوا التغيير فى الأساس وكذلك من خلال اتصالى بالناس فضلاً عن تأثرى بالمؤسسين الأوائل للإخوان المسلمين أصحاب منهج الإسلام السمح والفريق الذى خرج من المعتقلات فى منتصف السبعينات مثل عمر التلمسانى ومحمد الغزالى».
وأشار أبوالفتوح إلى أن حزب مصر القوية تجاوز عدد أعضائه 10 آلاف عضو، ويقوم على مرتكزات رئيسية هى احترام الهوية العربية، ومعارضة النظام القديم والتدخل الأجنبى، وتعزيز قيم الحرية والعدالة بما فى ذلك العدالة الاجتماعية لأن غالبية المصريين من الفقراء، موضحاً أن الانقسام بين الأحزاب الدينية والمدنية موجود فى الإعلام، لكن فى حقيقة الأمر لا يوجد أى حزب سياسى فى مصر ضد الإسلام لأننا لسنا فى تركيا أو تونس.
ورداً على السؤال بشأن مستقبل الإخوان، أوضح أبوالفتوح، أنه ليس لديه جواب واضح فيما يخص مستقبل الإخوان فى ظل البون الراهن بين المصريين وقادة التنظيم، معرباً عن اعتقاده برغبة عدد كبير من أعضاء الإخوان الاستمرار فى ممارسة العمل السياسى وأنه يتمنى ذلك من خلال حزب مستقل عن التنظيم وأن تعود الجماعة لدورها المجتمعى الأساسى بعد أن يستقر وضعها القانونى.
وأوضح أن الشارع المصرى يعيش الآن فى بيئة استقطاب مؤقتة، متوقعاً عودة الانسجام بين المصريين كما كان الحال فى مصر طوال تاريخها، وأن الفجوة الحقيقية موجودة منذ عقود بين النخبة، وليس هناك أمل أن يتم استبدالها بنخب أخرى تعبر عن آمال وتطلعات الشعب المصرى، فالنخب الحالية ذبلت وما زالت تستند على تراث من الكراهية فى تعاملها مع الأجيال الجديدة.
وقال إن مصر بحاجة إلى حكومة مؤهلة من الكفاءات وغير مسيسة تشرف على الانتخابات بنزاهة وحياد.

ورداً على سؤال حول رأيه فى الجرائم التى ارتكبت فى حق المسيحيين المصريين والكنائس التى أحرقت ومَن المتهم فى ذلك، قال الدكتور أبوالفتوح إن هذه الجرائم ستظل محفورة فى ذاكرة الوطن، والتى بدأت مع عمليات القتل بدم بارد للمئات أو ربما آلاف المصريين فى فض اعتصامى رابعة والنهضة، ولا شك أن جرائم حرق الكنائس وقتل الضباط لا تقل وحشية عنها.
واختتم أبوالفتوح حواره بالتأكيد أن الثورة المصرية ابتعدت عن المسار السليم فى منع الحق فى الاعتصام والاحتجاج والمساس بالحريات العامة والشخصية، كما أن الأجهزة الأمنية لم تغير من أسلوبها منذ عهد مبارك.
وأضاف «أرى وبوضوح وبحزم أن الثورة ستستمر إذا ظل الوضع الحالى كما هو، والمصريون لن يقبلوا العودة لحياة الذل والعبودية التى عانوا منها أيام مبارك».
من ناحية أخرى، وفيما تحرص مختلف الدوائر الأمريكية سواء فى الإدارة أو الكونجرس على التفرقة بين تباين الرؤى مع مصر، ودعمهم للعمليات التى يقوم بها الجيش المصرى فى سيناء ومواجهته للتنظيمات الإرهابية هناك، بث موقع «ماكلاتشى بوست» الإخبارى الأمريكى تحقيقاً مصوراً حمل تشويهاً لطبيعة الحرب التى يخوضها الجيش ضد الإرهاب فى سيناء.
يزعم التحقيق المصور الذى أعدته نانسى يوسف وأمينة إسماعيل حول قرية المهدية فى رفح، أن طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش تحوم حول القرية كالصقر الذى يسعى للنيل من فريسته، فيما يلجأ أهالى القرية إلى الفرار نحو الحدود الإسرائيلية الأكثر أماناً لهم من البطش الحكومى على حد الوصف المزعوم.
ويضيف أن الجيش يهاجم «القاعدة» والتى تسعى للانتقام منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسى، ولكن مهاجمة الجيش لم تقتصر فقط على المسلحين المشتبه بهم ولكنها امتدت لنطاق أبعد من ذلك وهو ما يشعل الغضب داخل المجتمع البدوى فى هذه المنطقة.
ويوضح صناع التحقيق أن مثل هذه العمليات دفعت بعض رجال القبائل للتوعد والرد وأن ما يجرى يجلب مزيداً من الدعم للجماعات المتطرفة المتصلة بتنظيم القاعدة.
ويذهب صناع التحقيق إلى أن الحرب على الإرهاب تهدف إلى القضاء على الإرهاب فى سيناء رغم مقتل 125 من قوات الأمن وجرح نحو 1000 مصاب، بينما يؤكد أفراد الأمن أن العمليات التى يقومون بها موجهة بعناية وليست عشوائية.