مصرع 3 عناصر إرهابية مسلحة إثر انفجار عبوة ناسفة وسيارة بسيناء

صورة أرشيفيةصورة أرشيفية
لقى 3 عناصر إرهابية مسلحة مصرعهم، مساء أمس، في انفجاري عبوة ناسفة وسيارة بكل من جنوبي الشيخ زويد والعريش بشمال سيناء.
وقالت مصادر أمنية إن اثنين من العناصر الإرهابية المسلحة لقيا مصرعهما .. حيث تحولت جثتيهما إلى أشلاء بعد انفجار عبوة ناسفة كانا يقومان بزرعها على طريق الشيخ زويد/الجورة، والذي تمر عليه قوات الأمن أثناء عمليات التمشيط.
وأضافت المصادر أنه في محاولة أخرى لأحد العناصر الإرهابية المسلحة للهجوم على كمين أمني بمنطقة جنوب العريش .. تم مطاردته، وأثناء عملية المطاردة انفجرت السيارة التي كان يستقلها، والتي كانت محملة بالأسلحة والمتفجرات.

نشر ملامح قانون "الرموز الوطنية": غرامة 5 آلاف لمن لا يقف للسلام الجمهوري

مجلس الوزراء (صورة أرشيفية)مجلس الوزراء (صورة أرشيفية)
تنشر "الوطن" ملامح مشروع القانون المقدم إلى مجلس الوزراء في شأن احترام الرموز الوطنية.
كان مجلس الوزراء قد وافق في جلسته المعقودة أمس 2 أكتوبر 2013 على مشروع القانون المقدم من وزارة العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية في شان احترام الرموز الوطنية واتخاذ الإجراءات اللازمة نحو عرضه على رئيس الجمهورية لإصداره.
وصرح المستشار أمين المهدي، وزير العدالة الانتقالية، بأن الوزارة لاحظت ما شهدته دور التعليم المختلفة من مشكلات حول النشيد الوطني في الآونة الأخيرة، ما من شأنه أن يفرز استقطابا غير محدود في المجتمع الذي يبحث عن مصالحة وطنية.
وإذا كان المظهران الرمزيان اللذان تتجسد فيهما الرابطة بين الدولة والمواطن هما احترام العلم وتوقير السلام الوطني، فإن التنازل على أي من هذين المظهرين يمثل فعلاً يكشف عن استهانة بواجب الولاء يتعين الحرص على عدم وجوده. فضلا عن كون هذا الاحترام ثقافة يتعين نشرها وغرسها في المجتمع وخاصة بين النشء، إلا أنه بالأقل، يتعين ألا يتجاوز عن تعمد إهانة هذين الرمزين، لاسيما في المناسبات العامة.
وتتمثل أهم ملامح المشروع فيما قررته المادة الأولى أن العلم والسلام الوطني رمزان للدولة، يجب احترامهما والتعامل معهما بتوقير على النحو المبين بالقانون.
وقررت المادة الرابعة ضرورة رفع العلم على مقر رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والوزارات والهيئات والمؤسسات العامة ووحدات الإدارة المحلية، والمجالس النيابية، ودور المحاكم، والسفارات والقنصليات ومكاتب التمثيل المصرية بالخارج، وعلى المعابر والجمارك والنقاط الحدودية، وعلى المقر السكني الرسمي لرئيس الجمهورية، وأي وسيلة انتقال يستقلها، أثناء مباشرته أعمال وظيفته، وذلك مع مراعاة الأعراف الدولية.
ونصت المادة الخامسة على ضرورة رفع العلم في مكان ظاهر في المؤسسات التعليمية الخاضعة لإشراف الدولة، وتؤدي التحية للعلم كل يوم دراسي في مراحل التعليم قبل الجامعي؛ وفقًا للضوابط والإجراءات التي يحددها وزير التربية والتعليم.
وحظرت المادة السادسة رفع أو عرض أو تداول العلم إن كان تالفًا أو مستهلكًا أو باهت الألوان أو بأي طريقة أخرى غير لائقة، كما حظرت إضافة أية عبارات أو صور أو تصاميم عليه، ويحظر استخدامه كعلامة تجارية أوجزء من علامة تجارية. كما حظر القانون تنكيس العلم في غير مناسبة حداد وطني، وكلف القانون رئيس الجمهورية بتحديد ضوابط وأوضاع وإجراءات ومدة تنكيس العلم. وحظرت رفع غير العلم الوطني في المناسبات العامة.
وقررت المادة التاسعة أن السلام الوطني هو تعبير فني عن الانتماء الوطني يؤكد مفهوم التضامن المجتمعي. وأناط القانون برئيس الجمهورية إصدار قرار بتحديد أوضاع وأحوال عزفه، مع مراعاة النظم والتقاليد المصرية والأعراف الدولية. وأوجب القانون الوقوف احترامًا عند عزف السلام الوطني، وأن يؤدي العسكريون التحية العسكرية على النحو الذي تنظمه اللوائح العسكرية، وأن تعمل أجهزة التعليم قبل الجامعي على نشر الثقافة المستفادة من عبارات النشيد القومي المصاحب للسلام الوطني.
وفرض القانون عقوبة جنائية دون الإخلال بالعقوبات التأديبية المقررة، بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر، وبغرامة لا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكل من ارتكب في مكان عام أو بواسطة إحدى طرق العلانية إهانة العلم المصري أو عدم الوقوف احتراما لدى عزف السلام الوطني.

الصحفي السوداني الذي قال للنظام "أنتم تكذبون": البشير لن يتورع عن إبادة الشعب

بهرام عبد المنعمبهرام عبد المنعم
يجلس بهرام عبد المنعم الصحفي بجريدة "اليوم التالي"، في مؤتمر وزير الداخلية، يتابع كلماته، يقارن بين ما يبثه من حديث مملوء بالأكاذيب وواقع البلاد، يتحدث الوزير عن من يصفهم مخربين، وهو يتذكر سقوط المحتجين مضرجين في دمائهم، يتحدث الوزير عن إعاقة البلاد عن مسيرة التقدم، ويعيد برهام مشاهد المُهجرين من السيول والجوعي والمشردين.. يتفاقم الكذب ويشطاط معها "بهرام" غضبا يطرد كل مخاوفه من وحشية الأمن؛ ليقول بكل جراءة "لماذا تصرون على الكذب" يقاطعه الوزير "لن أسمح لك" ويتابع بهرام دون تردد "لماذا تصرون على الكذب وتجاهل كل دلائل قتل الثوار على أيدي مليشيات المؤتمر الوطني، ولماذا تصرون على البقاء على كراسي الحكم على دماء الشهداء الأبرياء؟".
كانت وقع أسئلة بهرام، الصحفي السوداني، خلال مؤتمر وزير الداخلية الأسبوع المنقضي، للتعليق على أحداث الانتفاضة السودانية ضد رفع الحكومة الدعم عن الوقود، كالرصاص على مسامع النظام والحكومة، في ظل التعتيم الإعلامي وإغلاق ومصادرة الصحف، يقول بهرام في مكالمة هاتفية لـ"الوطن": "لا توجد جريدة تجرؤ على كتابة خبر واحد يدين النظام"، ويشير إلى وجود مظاهرات ضد النظام، وقيادات الأمن تدير الصحف وتصادر كل من يخالف التعليمات، عوضا عن قرار عدد من الصحف الاحتجاب عن العمل في ظل القمع الأمني".
الأمن يضع قواعد للكتابة عن الوضع في السودان وقوات الأمن رؤساء التحرير الحقيقيين
استقبل المحتجون في الشوارع "بهرام" بالترحاب والقبلات، رفعوه فوق الأعناق.. صنعوا ثوبا سودانيا جديدا يحمل صورته، وأسموا من في المهد باسمه، فيما كان شخوص آخرون في انتظاره أيضا، استدعاه رجال الأمن للتحقيق في الواقعة التي اعتبروها "سؤال صادم وكان يجب أن يقال بصيغة أخرى"، حسب قول "بهرام" عن التحقيقات معه من جانب سلطان الأمن في الخرطوم عقب المؤتمر، ويضيف "جهات التحقيق كانت ترى أن البلد لا تستحمل تلك الأنواع من الأسئلة، ووجه لي اللوم بشكل صريح وأطلق سراحي عقب انتهاء التحقيق، معتبرا أن البث المباشرة وضعه في بؤرة الضوء مما أخاف السلطات لتطلق سراحه وانقذته من فتك السلطات به".
بهرام عبد المنعم
يجلس بهرام في مكتبه بجريدة "اليوم التالي"، يمارس عمله اليومي، لا يستطيع كتابة كلمة واحد عن شهداء ما أسماها "ثورة سبتمبر"، يجلس وسط العديد من الزملاء الصحفيين الذين لا يسمح لهم بتغطية المظاهرات في الشارع، يقول "الصحافة السودانية في أسوأ أيامها، لا يسطيع الصحفي السوداني أن يكتب سطرا واحد عن القتل العشوائي بواسطة المشليات المسلحة، ورؤساء التحرير الحقيقين للصحف هم ضباط الأمن وهم من يحددون ما ينشر ولا ينشر، ولن نستطيع أن تكتب كلمة واحد وتوقفت سبعة صحف احتجاج على قرارت جهاز الأمن الذي حدد معالم ما يكتب عن الأوضاع في السودان".
لم يمنع قمع النظام للصحف، وقتل المتظاهرين في الشارع بدم بارد، بهرام من الرد على التصريحات التي وصفها بالاستفزازية لوزير الداخلية خلال المؤتمر الصحفي، يقول "وجهت سؤالا مباشرا لوزير الداخلية "لماذا تكذبون؟"، لم أكن أفكر في مصيري بعد المؤتمر، ولم أخف أبدا فقد سقط الشهداء من كل مناحي السودان مئات القتلى من الشباب والأطفال ولو جاءتني رصاصة من مليشيات المؤتمر الوطني سيكون فخرا لي ولأهلي".
بهرام أصبح صوت للشعب السوداني يسمون الأطفال باسمه يصنعون الثياب بصورته
بهرام يحاول إيصال رسالة الشعب السوداني، وما يحدث له من قتل عمدا من قبل قوات الأمن، خلال المظاهرات والاحتجاجات التي بدأت سبتمبر المنقضى، وسقط خلالها المئات، حسب رواية المعارضة والنشطاء، فيما كانت الرواية الرسمية بالعشرات، ويستخدم الصحفيون وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق الإنترنت، ويؤكد بهرام أن نظام "البشير" لن يتورع عن قتل وإبادة الشعب السوداني بأكمله من أجل الاستمرار في الحكم، في ظل تعتيم إعلامي وقمع أمني للصحف.
ورغم هدوء وطأة الاحتجاجات على النظام فإن "بهرام" يشير إلى أن الشعب السوداني مصر على اقتلاع نظام "البشير" الذي يكذب باسم المشروع الحضاري وباسم الإسلام؛ ليجلس في الحكم، عوضا عن أعوانه الفسدة يستنزفون ثورات البلاد، لافتا إلى أن "ثورة سبتمبر" ستصل لغايتها، وتسقط نظام البشير لإرساء نظام ديمقراطي تسوده الحريات والسلام، ودولة مدنية ينعم فيها الكل دون التفريق على أساس ديني أو دعوي أو قبلي.

بالصور| السفارة المصرية بالسعودية تحتفل بانتصارات أكتوبر بين أبناء الجالية






شهدت العاصمة السعودية الرياض، أمس، فعاليات حفل أقامته السفارة المصرية بالسعودية في قصر طويق بحي السفارات بالرياض؛ بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، بحضور عشرات الدبلوماسيين العرب والأجانب وغالبية الملحقين العسكريين المعتمدين لدى المملكة.وقال رجل الأعمال خالد عتمان القيادي بالجالية المصرية بالرياض في كلمته أمام الحفل: "إننا نحن العاملين بالخارج نحيي شعب مصر العظيم بمناسبة حرب الحرية والكرامة حرب الإصرار وتحدي المستحيل حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر الذي أتمنى أن تستلهم منه القيم والمثل العظمى ومن أهمها الإصرار وعدم الياس، وعندما نسقط ذلك على أرض الواقع نرى أن الإصرار الآن هو التصميم على عبور تلك المرحلة الحرجة التي نعيشها، وذلك بأن نتمسك بخارطة الطريق التي رسمها الشعب لنفسه بإرادته الحرة القوية ولا نتخلى عنها أبدا وبذلك سنعبر بسفينة الوطن إلى شاطئ الحرية والكرامة مرفوعين الراس سالمين من حقد الحاقدين وكيد الكائدين".وأكد المستشار عادل حنفي القيادي بالجالية المصرية بالسعودية أن الحفل شهد حضور مندوب برتبة لواء، ممثلا عن وزارة الدفاع السعودية وأكثر من 140 ممثل لوزارات الدفاع بالدول العربية والأوروبية وإفريقية والآسيوية وامريكا وتم عرض فيلم وثائقي عن نصر اكتوبر وأستمر الحفل اكثر من 3 ساعات وسط فرحة عارمة من ابناء الجالية بالسعودية، فيما لم يحضر احد من المحسوبين على تنظيم الإخوان.
وقال المهندس إمام يوسف أن هذا الحفل الرسمي جاء بمشاركة ممثلي السفارة المصرية على رأسهم السفير عفيفي عبدالوهاب وبرعاية العقيد محمد الهمامي ملحق الدفاع وطاقم مكتب الدفاع المقدم محمد فتحي والرائد حازم ابو الفتوح والملحق العمالي عادل فضل والملحق الاعلامي نبيل بكر وسكرتير ثاني محمد طاهر. وأعلن أنهم سوف يقيمون حفل الشعبي للجالية يوم الخميس المقبل الموافق 10 اكتوبر بحضور وزير القوى العاملة كمال أبوعيطة.كما شهد الحفل حضور العديد من قيادات الجالية من بيهم عادل حنفي وصلاح حماية وخالد عتمان ومحمد غز. كما حضره ملاحق الدفاع المعتمدين لدى المملكة وعدد من السفراء العرب والاجانب والوزير ايمن فريد ابو حديد وزير الزراعة المصري الذى تصادف وجوده في الرياض اثناء زيارته للمملكة.





إسراء عبدالفتاح: فيديوهات "رصد" في صالح المؤسسة العسكرية

إسراء عبدالفتاحإسراء عبدالفتاح
أكدت الناشطة السياسية إسراء عبدالفتاح، أن مقاطع فيديو "شبكة رصد"، والتي تم تسريبها من اجتماع للفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، تأتي في صالح المؤسسة العسكرية.
وكتبت عبدالفتاح، عبر حسابها الخاص على "تويتر": "تسريب فيديوهات في صالح المؤسسة العسكرية، تظاهرات يوم نصر أكتوبر، حملة للإخوان باسم خراب يا مصر".

بالصور| "سكاى نيوز": القبض على مطلق النار خارج مبنى الكونجرس








ذكرت قناة "سكاى نيوز" الإخبارية أن الشرطة في واشنطن أعلنت أنها تمكنت من القبض على شخص أطلق الرصاص خارج مبنى الكونجرس في العاصمة الأمريكية، دون أن تدلى بمزيد من التفاصيل.
ونقلت وكالة فرانس برس عن السناتور روجر ويكر قوله إنه سمع ست طلقات نارية، في حين أن زميله برني ساندرز قال إنه سمع أربع طلقات، ولم يعرف مصدر إطلاق النار، كما لم يعرف ما إذا كانت هناك إصابات.
وأشارت "فرانس برس" إلى أن محيط مبنى الكابيتول أخلي في حين جالت عناصر مسلحة من الشرطة في المكان وفي الطرق المجاورة، وفي السياق نفسه طوق الجهاز الأمني الذي يؤمن حماية الرئيس الأمريكي باراك أوباما البيت الأبيض ومنع الدخول إليه أو الخروج منه.

أشتون تغادر القاهرة بعد زيارة سريعة

كاثرين أشتونكاثرين أشتون
غادرت مطار القاهرة الدولي، مساء اليوم، كاثرين أشتون، مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، بعد زيارة لمصر التقت خلالها رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور، وعددا من الشخصيات السياسية والحزبية، لبحث آخر تطورات الأوضاع في مصر، والوقوف على حقيقتها.
التقت أشتون بالعديد من كبار المسؤولين المصريين، وممثلين عن قوى سياسية، في مقدمتهم الرئيس المؤقت عدلي منصور، ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وعمرو موسى رئيس لجنة الخمسين، كما التقت كل من شيخ الأزهر أحمد الطيب، والبابا تواضروس، بطريرك الكرازة المرقسية.

عاجل| بالأسماء.. القبض على 3 من أخطر القيادات التكفيرية بسيناء

صورة أرشيفيةصورة أرشيفية
ألقت قوات الأمن، منذ قليل، القبض على 3 من أخطر العناصر التكفيرية بسيناء، وهم أحمد لافي ورمضان أبو جرير وإيهاب القصاص، وذلك في عدة أكمنة بالعريش.

"فردي".. الفيلم المصري الوحيد في مهرجان طنجة للأفلام القصيرة

فيلم "فردي"فيلم "فردي"
"فردي" هو الفيلم المصري الوحيد الذي يشارك في فعاليات الدورة الحادية عشر من مهرجان طنجة للأفلام القصيرة في المغرب، وسيشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان 46 فيلماً قصيراً من 18 دولة مختلفة في الفترة ما بين 7 و12 من شهر أكتوبر الحالي.
الفيلم إخراج المخرج كريم الشناوي، ويقوم ببطولته الممثل خالد النبوي، سيد رجب وخالد بهجت، وهو مأخوذ عن قصة تحمل الاسم نفسه في كتاب بعنوان "ضهر الفرس" للكاتب هيثم دبور.

طفل على سرير الموت يحلم بلقاء زلاتان إبراهيموفيتش

زلاتان إبراهيموفيتشزلاتان إبراهيموفيتش
يحلم طفل بوسني يعاني من سرطان الدم في مرحلة متقدمة بلقاء النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في أمنية أخيرة قبل رحيله، على حد قول عائلته التي تريد تحقيقها بأي ثمن.
وقالت إميليا كامينياس، والدة الطفل البالغ 8 سنوات، لصحيفة "دنيفني أفاز" اليومية، "ما أريده أكثر شيء اليوم هو تحقيق الحلم الأخير لابني خيرالدين. يحلم منذ فترة بعيدة بلقاء إبراهيموفيتش".
ويعاني خيرالدين من سرطان الدم منذ 2007 وخضع للعلاج في ألمانيا لفترة ثلاث سنوات قبل عودته إلى البوسنة في نهاية سبتمبر الماضي، حيث لم يترك له الأطباء أي أمل بالحياة.
وأضافت الوالدة "إعطاه الأطباء أربعة أسابيع إضافية للبقاء على قيد الحياة".
وأوضحت الوالدة أن ابنها يحلم بحضور إحدى المباريات من الملعب يشارك فيها النجم البوسني الأصل وهداف باريس سان جرمان الفرنسي، راهن

حارس القطن الكاميروني: الأهلي فريق منظم.. ونطالب الجماهير بالتدعيم والتشجيع

القطن الكاميرونيالقطن الكاميروني
أكد لويك فيدجو، حارس مرمى فريق القطن الكاميروني، أن الكرات الثابتة هي نقطة قوة فريق الأهلي، وذلك قبل مباراة الفريقين يوم السبت، في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال الإفريقي، بمدينة جاروا، معقل القطن.
وحول تحضيرات فريق القطن للقاء الأهلي، تحدث فيدجو قائلا "نحن في كامل تركيزنا ونتعامل بجدية مع الاستعدادات". وحول نقاط قوة الأهلي تحدث: "الأهلي فريق جيد، وهو منظم وخطير جداً، وخاصة في الكرات الثابتة، ولكن مدربنا أخبرنا بكيفية مهاجمتهم."
وشدد فيديجو على أن الفوز هو الأهم في لقاء الذهاب، بغض النظر عن فارق الأهداف، وأضاف "سيساعدنا الفوز في الذهاب على التأهل للمرحلة المقبلة، ففريقنا يمتلك رصيد جيد خارج ملعبه".
وطالب حارس القطن جماهير فريقه بالدعم والتشجيع خلال المباراة، وأن يكونوا اللاعب رقم 12 في المباراة.

خطــــــير جدا .. وثائق عسكرية اسرائيلية تكشف اسرار خطيرة جدا عن حرب اكتوبر


بعد دقائق قليلة من بدء إطلاق النار فى 6 أكتوبر 1973، رصدت رادارات سلاح الجو الإسرائيلى هدفا استثنائيا يتحرك بسرعة باتجاه وسط إسرائيل. وتلقى الطيار الإسرائيلى إيتان كرمى أمرا عاجلا ومفاجئا بأن يغير مهمته ويتوجه بطائرته الميراج من الجنوب إلى الغرب، باتجاه الهدف الجديد.وقال كرمى لصحيفة يديعوت أحرونوت لاحقا إنه اعتقد فى البداية أن ما شاهده كان عبارة عن طائرة حربية مصرية، ولكنه عندما اقترب منها فوق سطح البحر أدرك أنه لا يوجد طيار، وأن الحديث يجرى عن صاروخ موجه تم إطلاقه من طائرة قاذفة مصرية من طراز «توبوليف تو-16» باتجاه مدينة تل أبيب. فاقترب الطيار الإسرائيلى من الصاروخ وحافظ على مسافة 200 متر منه ثم بدأ بإطلاق النار عليه، حتى سقطت أجزاؤه فى البحر.بعد 3 أيام من القتال، وتحديدا فى 9 أكتوبر 1973، بدأ سلاح الجو الإسرائيلى فى سلسلة غارات على العمق السورى فى دمشق، للضغط على قيادات النظام السورى. وعلى الرغم من أن هجوما كهذا كان مطلوبا أيضا على مصر للضغط على الرئيس محمد أنور السادات، لم تبادر إسرائيل إلى ضرب العمق المصرى، فلماذا حدث ذلك؟.وهناك بحث جديد سيتم نشره قريبا، كتبه كل من الدكتور ديما أدامسكى، رئيس إدارة المتميزين فى الاستراتيجية، وهو محاضر كبير فى مركز هرتزليا متعدد المجالات، والبروفيسور أورى بار يوسف الباحث المتخصص فى حرب أكتوبر 1973، يتناول التداعيات الاستراتيجية للمواجهة بين القوى العظمى فى حرب أكتوبر.ويكشف البحث جانبا من أزمة الصواريخ الباليستية النووية التى حدثت فى ذروة القتال. ويعتمد البحث على مصادر سوفييتية وأمريكية ووثائق الاستخبارات المركزية الأمريكية، ومقابلات مع شخصيات محورية فى هذا الموضوع، من بينهم عسكريون سوفييت كانوا مسؤولين عن تشغيل وحدة صواريخ سكود فى مصر.ويستعرض البحث أسباب الدراما التى حدثت خلف الكواليس، والتى تضمنت رفع درجة الاستعداد القصوى والاستثنائية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب ما بدا أنه قراءة خاطئة من أجهزة رادار ياخت متنكر فى قلب البحر.لا يمكن الحديث عن فشل الاستخبارات الإسرائيلية فى حرب أكتوبر 1973 بدون تناول الفشل الإسرائيلى فى إدراك الأهمية الخطيرة الكامنة فى صواريخ «أرض- أرض» من طراز سكود، التى وصلت مصر فى مطلع شهر أغسطس 1973. وتشير الوثائق إلى أن الفشل الإسرائيلى هنا كالعادة، لم يكن فشلا فى جمع المعلومات الاستخباراتية، فإسرائيل تقول إن أشرف مروان أخبر الموساد الإسرائيلى منذ البداية بتوقيع اتفاق بين مصر والاتحاد السوفييتى لشراء هذه الصواريخ، وقام مسؤولو الموساد بإبلاغ هذه المعلومات الخطيرة إلى قادة إسرائيل، مضافا عليها معلومات عن وصول الصواريخ إلى مصر، والتدريبات التى تلقاها المصريون لتشغيل صواريخ سكود. ولكن مسؤولو الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) لم يدركوا أن وصول هذه الصواريخ إلى مصر جعل من السهل على السادات الخروج إلى الحرب، لأنها منحته قدرة الردع اللازمة لمواجهة سلاح الجو الإسرائيلى ومنعه من ضرب العمق المصرى.وطلب السادات من السوفييت صواريخ طويلة المدة تكون قادرة على ضرب العمق الإسرائيلى. وفى مطلع أغسطس 1973 وصلت إلى مصر شحنة من صواريخ سكود، وفريق من العسكريين السوفييت لتشغيلها، ومترجم سوفييتى يتحدث العربية. وكان هذا الفريق يتلقى أوامره المباشرة من القيادة السياسية للاتحاد السوفييتى. وكان وصول الصواريخ إلى مصر أمرا مفاجئا جدا لقادة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الذين لم يكونوا يتوقعون أبدا أن يستجيب الاتحاد السوفييتى لمطالب مصر وبهذه السرعة.لم يكن الفشل الاستخباراتى مقصورا فقط على إسرائيل، فقد فوجئ الأمريكيون أيضا بشدة من وصول صواريخ سكود إلى مصر.خلال الوقت القصير الذى سبق اندلاع الحرب فى أكتوبر 73، حاول الجيش الإسرائيلى دراسة هذا الموضوع. وأصدرت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تقريرا استخباراتيا عن صواريخ سكود، ولكن دون أن تتطرق إلى تداعياته وتأثيراته على ميدان الحرب.ويقول أدامسكى: «إن صواريخ سكود منظومة متطورة كانت مصر أول من يحصل عليها ويدخلها إلى الشرق الأوسط. ولكن الاستطلاع الذى قدمته الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كان فنيا تقنيا فقط، يتناول الميكانيكا ولم يتطرق إلى أهميته العسكرية.بحسب الوثائق الإسرائيلية، كانت تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تقول إن صواريخ سكود لن تدخل الخدمة الفعلية فى الجيش المصرى قبل مطلع عام 1974، وأنها لا تستطيع تحديد المسؤول عن تشغيل وحدة الصواريخ، هل هم السوفييت أم المصريون؟ كما تم تخمين مدى الصواريخ، دون معرفتها بدقة. وذكرت تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن كل هدف فى إسرائيل من منطقة ناتانيا وما تلاه باتجاه الجنوب سيدخل فى نطاق صواريخ سكود المصرية.وتدافع إسرائيل مجددا عن نفسها، فتقول إن الفشل الاستخباراتى فى هذا الموضوع لم يكن مقصورا على إسرائيل أيضا، فقد كان الفشل مشابها لدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية وأجهزة استخباراتية غربية أخرى، لأنها لم تكن تملك معلومات كافية عن صواريخ سكود، ولذلك لم يكن ممكنا توفير معلومات دقيقة عن عملياته والأثر الذى يمكن أن يحدثه.جاء اندلاع حرب أكتوبر فى وقت لم تكن إسرائيل مستعدة فيه لخوض القتال.ويقول الإسرائيليون إن ما عبر عن كارثة أول يومين من القتال هو القول المنسوب لوزير الدفاع الإسرائيلى موشيه ديان، الذى أكد فيه أن الهيكل الثالث فى خطر، فى إشارة إلى أن إسرائيل تواجه خطر الزوال على يد القوات المصرية. وكشفت مصادر غربية طوال السنوات الماضية أن موشيه ديان طرح استخدام السلاح النووى، وأن إسرائيل حرصت على إرسال إشارة موجهة إلى المخابرات الأمريكية، تفيد بأن إسرائيل تفكر جديا فى استخدام السلاح النووى إذا لم يصلها جسر جوى من المساعدات العسكرية العاجلة من الولايات المتحدة.ويقول أدامسكى وبار يوسف فى البحث الجديد أنهما لم يجدا أى أساس أو وثائق تثبت صحة هذا الكلام الذى دار حول استعداد إسرائيل لإطلاق صواريخ «أريحا» المرتبطة والموجهة جيدا بالأقمار الصناعية الاستخباراتية الأمريكية.كانت إسرائيل قلقة للغاية من وجود صواريخ سكود بأيدى المصريين. ولم تكن هناك أى حلول عملية لمواجهة هذه الصواريخ طويلة المدى، ولذلك بادر موشيه ديان فى اجتماع عقد صباح يوم 6 أكتوبر، قبل ساعات من اندلاع الحرب، إلى إصدار أمر إلى وحدات الدفاع الجوى بالاستعداد لاحتمال إطلاق صواريخ سكود على تل أبيب.وكان الإسرائيليون عاجزين عن تقدير أثر هذا الصاروخ بدقة، ولكنهم كانوا يعتقدون أن صاروخا يحمل رأسا متفجرا يزن نصف طن سيحدث تدميرا وخرابا كبيرا، خاصة إذا تم إطلاقه على قلب مدينة سكنية.
وتم طرح أمر صواريخ سكود مرة ثانية يوم 8 أكتوبر. ففى الجيش الإسرائيلى بدأوا يبحثون إمكانية توجيه ضربات فى العمقين المصرى والسورى لإضعاف قواتهما على الجبهتين. وقبل شن هجوم إسرائيلى على مقر قيادة أركان الجيش الإسرائيلى فى دمشق، توجهت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير بسؤال إلى وزير دفاعها ورئيس أركان الجيش الإسرائيلى: هل يمكن أن ترد مصر بضرب العمق الإسرائيلى إذا ضربنا العمق السورى؟. وجاء رد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن احتمال حدوث ذلك ضعيف، لأن الصواريخ لم تدخل الخدمة بعد فى الجيش المصرى.تم التصديق على الهجوم الإسرائيلى وتنفيذه بنجاح على سوريا. وفى اليوم التالى، بينما تدور المباحثات حول أوضاع الجبهة المصرية، تغيرت تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. فيقول أدامسكى: «فى يوم واحد فقط تغيرت صورة الوضع تماما، ورئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إيلى زعيرا بات يعتقد أن السوفييت سيستخدمون صواريخ سكود عند الضرورة».فى الليلة الفاصلة بين 12 و13 أكتوبر 1973، رصدت الاستخبارات الإسرائيلية تحركات غريبة على الأرض. واتضح أن السوفييت يتحركون لإعادة نشر منصات صواريخ سكود فى منطقة بورسعيد، الأمر الذى أثار انزعاجا شديدا لدى قادة الجيش الإسرائيلى. فقد جاء تحريك الصواريخ ليزيد من مداها فى العمق الإسرائيلى. وكانت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قبل ذلك تقدر بأن مدى صواريخ سكود يغطى من منطقة ناتانيا وما تلاها باتجاه الجنوب الإسرائيلى. وزاد القلق الإسرائيلى حتى وصل إلى درجة رهيبة من المبالغة. ووفقا للتقديرات الجديدة آنذاك، أصبحت معامل تكرير البترول الإسرائيلى فى حيفا فى خطر. وقائمة الأهداف التى قدمتها قيادة أركان الجيش الإسرائيلى لوزير الدفاع الإسرائيلى موشيه ديان تضاءلت أكثر وأكثر بسبب هذه المعلومات الجديدة. وتراجع الجيش الإسرائيلى عن مهاجمة العمق المصرى، وأصبح ضرب أهداف فى القاهرة خيارا غير مطروح بسبب سلاح الردع المصرى. وبدلا من ضرب أهداف استراتيجية فى القاهرة، أشار قادة الجيش الإسرائيلى إلى إمكانية ضرب منشآت اقتصادية، ولكنهم احتاروا أيضا وترددوا فى ضربها خوفا من الرد المصرى.فى 16 اكتوبر ألقى السادات خطابا فى مجلس الشعب، ووقف إلى جانبه رئيس الوزراء السوفييتى أليكسى كوسيجين (الذى تولى رئاسة الحكومة السوفييتية من عام 1964 إلى 1980). وقال السادات فى هذا الخطاب بوضوح إن كل اعتداء إسرائيلى على العمق المصرى سيتم الرد عليه بضربة مصرية للعمق الإسرائيلى، بعد أن أعلن صواريخ «ظافر» المصرية باتت على قواعدها فى بورسعيد بانتظار إشارة للانطلاق إلى أعماق أعماق إسرائيل، مرددا مقولته الشهيرة: «العين بالعين والسن بالسن والعمق بالعمق». ولكنهم فى إسرائيل كانوا يعلمون أن السادات لا يتحدث عن صواريخ «ظافر» المصرية، وإنما كان يتحدث عن صواريخ سكود السوفييتية. ويوضح أدامسكى أن حقيقة وقوف كوسيجين إلى جانب السادات أثناء إلقاء هذه الكلمة أكد التقديرات الإسرائيلية بأن الاتحاد السوفييتى منح مصر ضوءا أخضر للرد بإطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلى. ويقول: «فى تلك اللحظة، تم استبعاد فكرة ضرب العمق المصرى تماما حتى انتهاء الحرب، ونجحت قوة الردع المصرى».فى 17 و18 أكتوبر رصدت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تطورا باليستيا إضافيا زاد من القلق الإسرائيلى. فقد قامت وحدات صواريخ سكود بقيادة سوفييتية بنقل صواريخ من مكان لآخر، وزودوها برؤوس تفجيرية. وبالتزامن مع ذلك، زادت شدة لهجة الصحف السوفييتية عن ذى قبل. وفى إسرائيل كان الانطباع بأن مصر تستعد لاحتمال إطلاق صواريخ سكود. ونقلت إسرائيل رسالة عبر سفيرها فى واشنطن، سيمحا دينيتس، إلى مستشار الأمن القومى الأمريكى هنرى كسينجر، الذى كان فى طريقه إلى موسكو. وكانت الرسالة الإسرائيلية تقول: «إذا فكر المصريون فى إطلاق صاروخ سكود، سوف تعرف إسرائيل كيف ترد الصاع صاعين». ولكن لم يصل أى رد من موسكو، إلا بعد 4 أيام.فى 22 أكتوبر، وكان وقف إطلاق النار على وشك التنفيذ، تم إطلاق صاروخى سكود على إسرائيل، ولقى العديد من الجنود الإسرائيليين مصرعهم.ويتساءل أدامسكى: «لماذا رغم ذلك تم إطلاق صواريخ سكود فى النهاية؟». ويجيب هو وبار يوسف فى بحثهما الجديد بأن الحديث يجرى عن سلسلة من الأخطاء الاستخباراتية التى أدت إلى استنتاجات خاطئة على الأرض وتصعيد عسكرى. ويقول أدامسكى: «حقا أنه كان هناك خطاب بارز للسادات، وحقا أن الصواريخ كانت منتصبة وجاهزة للإطلاق، ولكننا اكتشفنا أن التحركات المتزايدة وتركيب الرؤوس المتفجرة على الصواريخ كان جزءا من تدريبات غير تقليدية، ولم تكن بهدف استخدام تلك الصواريخ فعليا.. والمهم أن المصريين والسوفييت واصلوا هذه التدريبات رغم الحرب، بدون أن يضعوا فى اعتبارهم أن إجراءات كهذه فى وقت الحرب لها أهمية أخرى وكبيرة جدا عما لو كانت تمت فى وقت عادى.. فمثل هذه التصرفات قد تؤدى إلى تصعيد غير متعمد وأزمة لا يريدها أى من الطرفين».وبحسب أدامسكى: «تم نقل الصواريخ فى الصيف من الاتحاد السوفييتى إلى مصر، مع تحديد موعد لاحق فى عام 1974 لاحتمال نقل التحكم فيها إلى المصريين الذين لم يكونوا قد عرفوا بعد كيفية تشغيل هذه الصواريخ. وفى تلك الأثناء بقيت الصواريخ تحت القيادة السوفييتية بشكل كامل. وقام السادات من جانبه بالضغط على السوفييت حتى يسلموه تلك الصواريخ، وطلب منهم أن يسمحوا له بإطلاقها».ويشير البحث الإسرائيلى إلى أن قرار إطلاق صواريخ سكود على جسور العبور الإسرائيلية نبع من سلسلة أخطاء فى القيادة الروسية. ففى 22 أكتوبر استدعى السادات سفير الاتحاد السوفييتى بالقاهرة فلاديميرفينوجرادوف وطلب منه السماح له بإطلاق الصواريخ. وبحسب البحث الإسرائيلى، قال السادات للسفير إن الوضع سيئ للغاية، وأن الجيشين الثانى والثالث باتا محاصرين، وأن الوضع على الجبهة أصبح كارثيا. ويقول أدامسكى: «سارع السفير فينوجرادوف إلى الاتصال هاتفيا بالقيادة السوفييتية فى موسكو، وطلب التحدث إلى وزير الخارجية السوفييتى أندريه جروميكو، الذى لم يستطع الرد عليه فى تلك اللحظة، وقام وزير الدفاع السوفييتى أندريه جريتشكو بالرد بدلا منه، وأصدر موافقته الفورية على إطلاق صواريخ سكود».وأنهى فينوجرادوف مكالمته، وعاد ليتصل بالرئيس السادات ليبلغه بالموافقة السوفييتية. ويتم إبلاغ هذه الموافقة للفريق السوفييتى المسؤول عن تشغيل وحدة صواريخ سكود، والذى تلقى ضوءا أخضر بإطلاق الصواريخ. ويقول أدامسكى: «عاد وزير الدفاع السوفييتى إلى مائدة الاجتماعات عقب انتهاء المكالمة الهاتفية، وأخبر الزعيم السوفييتى ليونيد بريجينيف بمضمون المكالمة، ولكن برجينيف غضب بشدة، واعتبر ذلك موقفا متطرفا خطيرا، وأصدر أوامر فورية بإلغاء الأمر السابق، ولكن خلال نقل الأوامر من موسكو إلى وحدة إطلاق الصواريخ فى مصر، كان قد تم إطلاق صواريخ سكود بالفعل».حتى ذلك اليوم كان معروفا (بل واشار كسينجر إلى ذلك فى مذكراته) أن رفع درجة الاستعداد النووى الأمريكى قبيل انتهاء الحرب نبعت من رغبة فى نقل رسالة واضحة إلى الاتحاد السوفييتى بعدم إرسال قوات إلى الشرق الأوسط. حدث ذلك بعد أن غضب السوفييت من تقدم القوات الإسرائيلية على الجبهات، حتى على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار فى 22 أكتوبر. فقد استمرت إسرائيل فى القتال، وحاصرت الجيش الثالث، وحققت تقدما. وبعث بريجينيف رسالة إلى الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون، قال فيها إنه نظرا لأن القوات الإسرائيلية لم تتوقف عن القتال رغم إعلان وقف إطلاق النار، ينبغى على الاتحاد السوفييتى والولايات المتحدة إرسال قوات مشتركة إلى المنطقة، وإذا رفضت الولايات المتحدة فإن الاتحاد السوفييتى سيرسل قواته منفردا لوقف إسرائيل. عندئذ رفع الأمريكيون درجة الاستعداد الاستراتيجى إلى مستوى «ديفكون 3»، بغرض إطلاق رسالة ردع إلى الكرملين.ويكشف البحث الذى أعده أدامسكى وبار يوسف زاوية أخرى ومهمة عن درجة الاستعداد النووى التى تم رفعها آنذاك، وهى لحظة اندلاع الأزمة بين القوتين العظميين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى، الأمر الذى أثر بشكل كبير على الشكل الذى انتهت به حرب أكتوبر.أبحر يخت مدنى، ذو مظهر برى، فى منطقة مضيق البوسفور والدردنيل فى تركيا. ولكن كان بداخله يختبئ عدد من رجال الاستخبارات الأمريكية الذين كانت مهمتهم تتبع قطع بحرية عسكرية سوفييتية، كانت فى طريقها إلى الشرق الأوسط، عبر ميناءى نيكولاييف وأوديسا فى البحر الأسود. وكان هذا الياخت مزودا بأجهزة استشعار حساسة قادرة على قياس النشاط الإشعاعى، وكان الهدف هو رصد ما إذا كانت القطع البحرية السوفييتية تحمل أسلحة نووية من موانئ الاتحاد السوفييتى باتجاه الأسطول الخامس الذى تمركز فى البحر المتوسط، وفى وقت الحرب كان يتتبع القطار البحرى الذى أطلقه الاتحاد السوفييتى لنقل الذخيرة والسلاح إلى مصر وسوريا.فى 22 أكتوبر، رصد رجال الاستخبارات الأمريكية سفينة سوفييتية دخلت مصر. وكان الياخت متتبعا السفينة ماجدورتشنسكى، حين أطلقت أجهزة الاستشعار الأمريكية صفاراتها لتؤكد رصدها لإشعاعات نووية داخل السفينة. وقامت الاستخبارات الأمريكية بنقل هذه المعلومة الدرامية إلى واشنطن، وهناك أخذوا فى تحليل الاحتمالات.وكان أحد التقديرات الاستخباراتية يقول إن الحديث يجرى عن رأس نووية يتم نقلها لتركيبها على صواريخ سكود السوفييتية الموجودة فى مصر. وتم تعزيز هذا التقدير عندما توجهت السفينة فى 23 أكتوبر باتجاه الجنوب، أى باتجاه أرض النيل. وتتبعت الاستخبارات الأمريكية مسار السفينة السوفييتية عن قرب، حتى توقفت فى ميناء الإسكندرية.فى الليلة الفاصلة بين 24 و25 أكتوبر، رفعت الولايات المتحدة درجة استعدادها النووى العالمى إلى مستوى «ديفكون 3» (من بين 5 مستويات). وكانت هذه هى المرة الأولى التى تتخذ فيها الولايات المتحدة هذا الإجراء منذ أزمة الصواريخ مع كوبا عام 1962. ويقول أدامسكى: «بعد التهديد السوفييتى بإرسال قواته إلى مصر بشكل أحادى الجانب، وهو ما سمعه الأمريكيون بالتفصيل، والآن يكتشف الأمريكيون وجود سفينة يحتمل جدا أنها تنقل الآن سلاحا نوويا تكتيكيا إلى مصر، فى وضع بات يشبه كثيرا أزمة الصواريخ فى كوبا.. وكانت تلك عملية درامية للغاية بالنسبة للأمريكيين».إحدى الوثائق الخاصة بالاستخبارات المركزية الأمريكية (سى آى إيه)، والتى تم الكشف عنها مؤخرا، يعود تاريخها إلى 30 أكتوبر 1973، بعد أيام قليلة من وقف إطلاق النار، تكشف أن الاستخبارات الأمريكية لم تتمكن من تحديد ما إذا كان هناك سلاح نووى بالفعل على متن السفينة السوفييتية، وماذا كان الهدف منه. وجاء عنوان الوثيقة السرية الأمريكية فى صيغة تساؤل: «هل هناك سلاح نووى سوفييتى فى مصر؟». وتسرد الوثيقة بعد ذلك تفاصيل المعلومات التى حصلت عليها الاستخبارات المركزية الأمريكية عن نقل صواريخ سكود إلى مصر ومواقع تمركزها. وورد فى الوثيقة ما يلى: «هناك العديد من الأدلة التى تؤكد أن السوفييت نقلوا سلاحا نوويا إلى مصر، ومن المحتمل أنها مخصصة لاستخدامها عبر صواريخ سكود». والوثيقة موجهة إلى وزير الخارجية الأمريكى هنرى كسينجر، ومسؤولين رفيعى المستوى فى قيادة وزارة الدفاع الأمريكية، وتتضمن وصفا لمسار السفينة حتى وصولها إلى الإسكندرية.بعد الحرب بشهور قليلة، اتضح الخطأ الذى كان على وشك أن يؤدى إلى مواجهة نووية بين الاتحاد السوفييتى والولايات المتحدة. ويقول أدامسكى: «فوحدة الاستخبارات البحرية الأمريكية التى اكتشفت الإشعاع النووى الصادر عن السفينة ماجدورتشنسكى، أجرت فحصا لجهاز الاستشعار وتبين أنها رصدت إشارة كاذبة للإشعاع النووى، وهذا يحدث كثيرا فى مثل هذه الحالات، ولكن الأمريكيين لم يكتشفوا ذلك إلا بعد انتهاء الحرب، وبالتالى لم تكن هناك شحنة نووية، وكانت المعلومة الاستخباراتية النووية التى حصلت عليها القيادة الأمريكية كانت معلومة «خاطئة ومضللة».. وقد قامت الاستخبارات الأمريكية بمراقبة السفينة التى وصلت إلى الإسكندرية، وبقيت هناك لفترة طويلة، ولكن عملاء الاستخبارات لم يروا شيئا.. وبعد مرور عدة شهور عرف الجميع لماذا لم يروا شيئا هناك، لأنه لم يكن هناك شىء ليروه.
المصري اليوم
  

قنصل مصر بجدة: تخفيض نسبة الحجاج بنسبة 20% كان متوقعا نظرا للتوسعات في الحرم

صورة ارشيفيةصورة ارشيفية
قال السفير عادل الألفى، قنصل مصر العام بجدة، أن قرار السلطات السعودية هذا العام بتخفيض نسبة الحجاج بنسبة 20 %، لم يكن مفاجئا؛ حيث تم التمهيد له من خلال اللقاءات العديدة التى جمعت المسئولين السعوديين ومسئولى الحج بالوزارات المصرية المعنية، لأنه كان هناك نية بإجراء ذلك التخفيض على مستوى بعثات جميع الدول، وتخفيض نسبة حجاج الداخل بحوالى 50 %، نظرا للتوسعات التى تجريها السلطات السعودية بالحرم المكى الشريف، واقتصار الطواف على صحن الكعبة والكوبرى الجديد الذى أقيم بالصحن، وهو ما يمثل خطورة على حياة ضيوف الرحمن إذا لم يتم تخفيض الأعداد.

تأجيل لقاء "المسلماني" مع الأئمة والدعاة إلى ما بعد احتفالات أكتوبر

أحمد المسلمانيأحمد المسلماني
قال أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية المؤقت، إنه تقرر تأجيل اللقاء الذي كان مزمعًا عقده مع عدد من الأئمة والدعاة إلى ما بعد احتفالات أكتوبر.
وأضاف المسلماني، في تصريح له، أنه كان مقرر أن يضم اللقاء أكثر من عشرين من الأئمة والدعاة من بينهم خطيب الجامع الأزهر، وخطيب مسجد السلطان حسن، وشباب الدعوة في المحافظات ونشطاء الحركات الأزهرية، مشيرا إلى أنه تم تأجيل اللقاء معهم، من موعده الذي كان مقررا ظهر السبت المقبل إلى موعد لاحق بعد احتفالات انتصارات أكتوبر.

جمال السادات: لن أترشح للرئاسة.. وسأمنح صوتي للسيسي


جمال السادات
قال جمال نجل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إن احتفالات أكتوبر العام الماضي والتي شارك فيها قتلة أنور السادات كانت دون المستوى ولم تسعده وكان هناك ضيق في قلبه من هذا المشهد بحضور شخصيات لا تستحق الحضور حسب قوله، لافتا إلى عدم سعيه للاتصال بأي شخصية في الدولة للتعبير عن ضيقه من الاحتفالات.
وأضاف السادات في لقاء تلفزيوني ببرنامج "جملة مفيدة" المذاع على قناة "ام بي سي مصر"، مساء أمس الأربعاء: "أثناء الاحتفالات التي لم يتم دعوتي لحضورها جاوبت بأن الرئيس السابق محمد مرسي كرّم اسم السادات أما الاحتفال فهو رئيس الدولة فله الحرية في اختيار ما يشاء سواء على صواب أم على خطأ. الآن لدي شعور بالأمل والتفاؤل أن مصر تسير للأحسن".
ونفى نجل الرئيس الراحل أنور السادات، وجود نيه لديه للترشح لانتخابات الرئاسة نظرا لعدم حبه للسياسة، لافتا إلى منحه صوته للفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في حال قرر الترشح في الانتخابات الرئاسية.
وأكد جمال السادات اعتزاز والده بالفريق سعد الدين الشاذلي رئيس اركان حرب القوات المسلحة السابق، وأن الخلاف بينهما لم يكن شخصيا على حد قوله، مشيرا إلى أن والده بكى مرتين في حياته الأولى عندما توفى ملك السعودية الملك فيصل والأخرى عندما مقتل عدد من قيادات الجيش في الساحل الشمالي.
وعن الأقاويل التي تتردد عن تورط الرئيس الأسبق حسني مبارك في اغتيال أنور السادات طالب جمال السادات كل من لديه دليل إدانة ضد مبارك بتقديمه للعدالة، مؤكدا دور مبارك كأحد أبطال حرب أكتوبر، ومشددا على أن دور مبارك في هذه الحرب لا يمكن أن ينتزعه أحد.
وأشار جمال السادات بعد ذلك للفارق بين والده الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس العراقي الراحل صدام حسين من خلال عقلانية السادات وحرصه على الحفاظ على مصر، وألا يؤدي ببلاده للتهلكة مثلما فعل صدام حسين على حد قوله.

المرزوقي: ما يحدث في مصر ''صدمة''.. والربيع لن يموت في تونس



قال الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي، إن ما يجري في مصر يعتبر ''صدمة'' بالنسبة له ''كشخص ديمقراطي'' ، وأن أكثر ما يفاجئه وجود ليبراليين ونشطاء بحقوق الإنسان دعموا عزل الرئيس محمد مرسي.
وقال المرزوقي في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية: ''أنا متفاجئ، بل ومصدوم من حقيقة أن هناك ليبراليين ونشطاء حقوق الانسان يدعمون عزل رئيس تم انتخابه ديمقراطيا، وقبول هذا الحجم من العنف ضد الشعب.. هذه الأمور صادمة لي ولكل ديمقراطي، والأمر المهم حول هؤلاء الليبراليين أنهم خانوا الديمقراطية.
وأضاف: ''الإخوان المسلمون هم طيف كبير من الإسلاميين وهناك المسلمون الجدد، وسيكون هناك مواجهة بين المتطرفين العلمانيين من جهة والمتطرفين الإسلاميين من جهة أخرى، وهذا أمر سيكون غاية في الخطورة، ليس على مصر وحسب بل على المنطقة، وهذا ما نتجنبه في تونس''.
وأوضح: ''أنا لا أدافع عن الإخوان المسلمين، وكان عليهم الإبقاء على الحوار مفتوحا كما هو الآن في تونس، ومرة أخرى أقول إن مشكلتي هي ليست الإخوان المسلمين، بل هي الديمقراطية، وأن ما يحصل الآن خطير جدا على الديمقراطية، وأعتقد أن الديمقراطية ستعود في مصر إلا أنها ستحتاج وقتا طويلا''.
وحول دور الجيش في مصر وانعكاسه على الجيش التونسي، قال المرزوقي: ''لدينا جيش عالي المهنية ولم ينخرط في السياسة منذ الاستقلال، إلا أني قلق جدا مما يجري في مصر كشخص ديمقراطي وليس كرئيس دولة، لأن ما يحدث في مصر خطير للغاية.
ولدى سؤاله عن مدى التأثر بالدول المجاورة، وليبيا بشكل خاص، باعتبار أن الأوضاع فيها غير مستقرة، قال المرزوقي: ''هناك تأثير كبير ،إلا أن القذافي لم يكن ديكتاتورا فقط، بل أعتقد أنه كان مجنونا وقام بمنع المجتمع من تنظيم نفسه ، وعليه أتفهم مدى صعوبة تكوين الدولة بعد الثورة''.

الحكومة تفسد رهان الإخوان على «أشتون»

    ٣/ ١٠/ ٢٠١٣

جانب من مظاهرات طلاب الإخوان بجامعة المنصورة
وجهت الحكومة، أمس، ضربة قوية لرهان جماعة الإخوان على ضغوط الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، كاترين أشتون، لمنع حظرها، وقررت تشكيل لجنة لإدارة أموال الجماعة، تنفيذاً للحكم الذى أصدرته محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، يوم ٢٣ سبتمبر الماضى.
وأكد مجلس الوزراء، فى اجتماعه، أمس، تشكيل لجنة لإدارة أموال الجماعة، تضم ممثلين عن وزارات العدل، (رئيساً)، والداخلية، والمالية، والتضامن الاجتماعى، والتنمية المحلية.
كانت «أشتون» قد بدأت زيارتها للقاهرة، أمس، بلقاء نبيل فهمى، وزير الخارجية، والذى تناول وفق بيان للوزارة، «مجمل العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبى»، والتقى عمرو موسى، رئيس لجنة «الخمسين»، «أشتون» التى أكدت تأييد الاتحاد الأوروبى لمصر، وقال «موسى»، عقب اللقاء، إن «أشتون» أكدت له تغير الموقف الأوروبى نحو مصر، مشيراً إلى أن اللقاء لم يتطرق للحديث عن وضع الرئيس المعزول، محمد مرسى، أو جماعته.
والتقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، «أشتون»، أمس، بمقر المشيخة، وشدد «الطيب»، خلال اللقاء، على رفض الأزهر أى تدخل أجنبى لتحجيم إرادة الشعوب، فيما شددت «أشتون» على تقديرها للدور الوطنى للأزهر، وقالت إنها «لم تصف يوماً ما حدث فى مصر بالانقلاب».
وأجرت الممثلة العليا اجتماعات مع ممثلى التحالف الوطنى لدعم الشرعية، وحزب النور، وأكد الدكتور عمرو دراج الذى حضر اللقاء مع الدكتور محمد على بشر، والدكتور عماد عبدالغفور، أن الاجتماع كان دون جدوى، فى حين أكد أشرف ثابت، القيادى بحزب النور، عقب لقائه بـ«أشتون» على التزام حزبه بخارطة الطريق.
فى سياق متصل، دعت جبهة الإنقاذ الوطنى وقوى وأحزاب سياسية إلى النزول إلى الميادين، للاحتفال بذكرى أكتوبر، فى وقت يستعد فيه أنصار الرئيس المعزول لموجة تظاهرات جديدة، غداً، استعداداً للمليونية التى ينظمونها، يوم ٦ أكتوبر.
ميدانياً، نظم الطلاب المستقلون فى جامعات القاهرة وكفر الشيخ وبنها وسوهاج مظاهرات مؤيدة للجيش، رداً على مظاهرات طلاب الإخوان، وقتل شاب خلال اشتباكات بين مؤيدى «مرسى» والأهالى بشارع الجيش بالسويس.

قرار جمهوري برفع مستوي التمثيل القنصلي في باريس ولندن.. ومنح باحثة فرنسية وسام العلوم

عدلي منصورعدلي منصور
أصدر المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، قرارا جمهوريا نشرته الجريدة الرسمية اليوم، برفع مستوى التمثيل القنصلي لجمهورية مصر العربية في باريس، من قنصلية إلى قنصلية عامة، وأصدر قرارا مماثلا برفع مستوى التمثيل القنصلي في لندن، من قنصلية إلى قنصلية عامة.
كما أصدر منصور قرارا جمهوريا بمنح د.ماري فرانسواز كوريل، مدير الدراسات بوحدة بحوث تنظيم ونشر المعلومات الجغرافية بالمدرسة العلمية للدراسات العليا بفرنسا، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، تقديرا لجهودها.

أنصار السيسي يتظاهرون في جامعة القاهرة

جامعة القاهرةجامعة القاهرة
ينظم مؤيدو الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، مسيرة تجاوب أرجاء جامعة القاهرة لتأييد الجيش والشرطة الآن.
ويردد الطلاب المشتركين في المسيرة هتافات مناهضة لتنظيم الإخوان المسلمين ومؤيدة للجيش، منها "يابو دبورة ونسر وكاب، إحنا معاك ضد الإرهاب"، ويشكلون دروعا بشريه حول المسيرة.

«مبارك» فى مذكراته: تفاصيل الخطة «صِدَام» لمواجهة طيران الاحتلال بـ«العزيمة والجنون»

 المعركةالمعركة
لماذا تنشر «الوطن» مذكرات محمد حسنى مبارك فى حرب أكتوبر؟!.. سؤال لابد أن يتبادر إلى الذهن فى ظل الأوضاع السياسية المتوترة منذ ثورة 25 يناير حتى اليوم.. قد يبدو الأمر للبعض محاولة لإعادة تجميل الرجل القابع فى إقامته الجبرية بمستشفى «المعادى العسكرى».. غير أن الصحافة تجيب عن هذا السؤال دائماً من مساحة مسئوليتها أمام قرائها: إنها الحقيقة التى ينبغى أن يعرفها الجميع.. الحقيقة من وجهة نظر كاتبها.. ولكل شخص منا الحق فى اتخاذ وجهة النظر التى يؤمن بها..! خاضت «الوطن» منافسة حقيقية وحامية مع صحف عديدة من مصر على هذه «المذكرات».. ولأنها اعتادت الانفراد لقارئها المحترم بالمضمون الحصرى.. فازت بها وبمقدمة مبارك بخط يده.. ونحن إذ ننشرها إنما نقدمها للقارئ بمناسبة مرور 40 عاماً على نصر أكتوبر المجيد، الذى كان مبارك أحد رموزه.. أياً كان خلافنا أو اتفاقنا معه أو عليه.. ليس هذا فقط.. وإنما مع انفرادين آخرين يمثلان إضافة جديدة لذاكرة التوثيق لهذا الحدث العظيم. الأول هو مذكرات أحمد أبوالغيط وزير الخارجية الأسبق بعنوان «شاهد على الحرب والسلام» التى سبق ونشرتها «الوطن».. والثانى المذكرات الشخصية للمشير أحمد إسماعيل وزير الحربية فى حرب أكتوبر التى دوّنها بخط يده، ولم تُنشر من قبل، وتواصل «الوطن» غداً نشر حلقاتها. إنها حرب أكتوبر وقصة البطولات المصرية التى نوثقها للأجيال الحالية والقادمة.. وإذا كان الكثيرون -ونحن منهم- يختلفون مع فترة حكم مبارك، فإن هذا لا يعنى طمس تاريخ هذه الحرب المجيدة التى خاضها الجيش المصرى العظيم، وكان «مبارك» خلالها قائداً للقوات الجوية التى صنعت أعظم بطولات هذه الحرب. و«الوطن» تواصل الانفراد بنشر هذه المذكرات.
الجنود اثناء الصلاة
«ما أسهل الهدم، وما أصعب البناء، خاصة لو تعلق الأمر بإعادة ترميم النفوس الجريحة»، هكذا يواصل «مبارك» توثيق كيفية إعادة بناء القوات الجوية بقواتنا المسلحة بعد نكسة الخامس من يونيو عام 1967، يؤكد أن السر فى سرعة شفاء النفوس المقاتلة هو صلابة المصريين التى كانت أقوى من مشاعر الهزيمة، والرغبة فى الثأر التى سكنت فى نفوس المقاتلين فكانت أكثر تجبراً من جبروت العدو. يتحدث فى هذا الجزء عن البناء الذى تم فى كل أرجاء القوات المسلحة المصرية على قدم وساق. وكيف تركز العمل فى القوات الجوية على ثلاثة محاور أساسية. يواصل «مبارك» فى كتابه «كلمة السر» الصادر عن «نهضة مصر» توثيقه الدقيق الذى سجله فى نهاية سبعينات القرن الماضى بأمر من الرئيس السادات، لنعرف حقيقة الخطة «صدام» التى وضعت من قِبل المخططين العسكريين فى القوات الجوية لتكون مفتاح النصر فى حرب أكتوبر 73، إلى حد أن قال عنها المشير محمد عبدالغنى الجمسى وقتها: «هى التى بدأت الحرب وهى التى أنهتها». وكيف تعاملت تلك الخطة مع العدو بمهنية منحته قَدْره الطبيعى وإمكانياته التى لا مفر من التعامل معها، فى ذات الوقت الذى حسبت فيه حساب كل ما قد يفاجئنا به العدو فى رد فعله على مبادرتنا الأولى، ولكن كان سلاح مقاتلينا التدريب والتخطيط والإيمان بالنصر أو الشهادة.
الأولة فى البناء.. المطارات
انصب المحور الأول من خطة إعادة البناء على الإسراع بإصلاح وترميم ما أصيب من المطارات ومنشآتها المعاونة، مع العمل السريع على استعادة ما تم تدميره أو إصابته من طائرات السلاح، لتجد القوة البشرية من الطيارين والمهندسين والفنيين، ما يحتاجون له لاستئناف التدريب. وهو ما يقول عنه مبارك: «كانت قيادة السلاح الجوى تدرك أن عدد المطارات الموجودة قليل جداً بالنسبة لاحتياجات رقعة واسعة كمصر، كما كانوا يدركون أن ما لدينا من مطارات بكل تفاصيلها ومنشآتها معروفة لسلاح الجو الملكى البريطانى الذى أنشأ معظمها أيام وجوده فى مصر قبل توقيع اتفاقية الجلاء عام 1954، الأمر الذى يجعل من هذه المطارات سراً غير حصين بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلى، وقد كان من قادته مَن عمل بمطارات القنال قبل رحيل القوات البريطانية عنها، لكن القيادة المصرية الجديدة لم يكن أمامها فرصة للاختيار. كان من الواجب أن تبدأ ولو من نقطة الصفر.. وكانت المطارات القديمة هى نقطة الصفر التى بدأ العمل بإصلاحها لتستقبل الأفواج الجديدة من الطائرات التى بدأ وصولها لتعويض الخسائر الفادحة التى لحقت بطائراتنا».
لم تكن مشكلة المطارات العسكرية المصرية متعلقة فقط بعدم سرية تفاصيلها للعدو، ولكن أيضاً فى تقليدية تخطيطها، وما بها من منشآت معاونة ملحقة بها، فحظائر الطائرات الموجودة بها كانت معدنية وثبت عدم فاعليتها فى حماية الطائرات من القصف الجوى فى نكسة يونيو. لم يكن من الممكن التخلى كلية عن تلك المطارات ولكن كان على القيادة التفكير فى كيفية استغلالها الاستغلال الصحيح. ولذا تم اعتبارها مقرا لتجميع وتركيب الطائرات الجديدة، ومحطات تدريب أولى للأفواج الجديدة من الرجال الذين بدأ تدريبهم بسرعات قياسية على مختلف تخصصات الحرب الجوية من ناحية أخرى. وهو ما يضيف عليه مبارك القول: «للحقيقة والتاريخ فقد أدت هذه المطارات القديمة بعد إصلاحها، جميع المهام التى نيطت بها على أكمل وجه، كما أن وجود هذه المطارات العتيقة فى تصميمها ومنشآتها، قدم لقيادة الجو المصرية الجديدة خدمة رائعة، لأن وجود هذه المطارات بقلة عددها، وانتشار تفاصيلها وذيوع هذه التفاصيل، كان يقدم للقيادة الجديدة باستمرار، الدليل الحى على الأخطاء التى يجب عليها أن تتجنب الوقوع فى حبائلها، وفى سبيل إعادة بناء قواتنا الجوية».
وهكذا كان على القوات الجوية التغلب على قلة عدد المطارات، والقصور فى تجهيزاتها، خاصة فيما يتعلق بأجهزة الإنذار المبكر العاملة بها أو فى الأماكن المحيطة بها. وضعف وسائل الاتصال بين غرف العمليات الفرعية بالمطارات القديمة، وغرفة العمليات المركزية بقيادة السلاح الجوى المصرى.
الممرات الجوية
وهكذا تمثل المحور الثانى فى خطة إعادة البناء للقوات الجوية، فى زيادة عدد المطارات والممرات الجوية بالقدر اللازم، الذى يغطى الاحتياجات الحقيقية لسلاحنا الجوى. وهو ما يقول عنه مبارك: «قد يتصور البعض أن هذه العملية من السهولة بمكان، وأنها لا تخرج عن كونها عملية إمكانيات مادية تيسر القيام ببناء أى عدد من المطارات، ما دامت الرسوم موجودة، وما دامت الأموال والأيدى العاملة موجودة. لكن الأمر فى حقيقته أكثر صعوبة وتعقيداً.. ولا أكون مغالياً إن قلت إن عملية زيادة المطارات المصرية إلى العدد المطلوب بسلاح جوى، له ظروف السلاح المصرى وعليه واجباته، كانت من أروع الملاحم التى كتبها الشعب المصرى فى تاريخه الحديث. وقد بدأت تلك الملحمة عشية النكسة باستطلاع جوى شامل، جمع أراضى جمهورية مصر العربية، وعلى ضوء هذا الاستطلاع الواسع المدى، تم وضع الخرائط المساحية الدقيقة، التى تحدد بدقة بالغة أنسب المواقع لإقامة المطارات والممرات الجديدة، التى رُوعى فى تحديد أماكنها عدد من العوامل المؤثرة، بعضها استراتيجى وبعضها تعبوى، وبعضها تكتيكى، بحيث تؤدى الصورة النهائية لخريطة المطارات الجديدة بعد الإفراغ من إنشائها لإقامة كيان متكامل من القواعد الجوية، القادرة على أداء لحن متناسق عندما يصدر إليها الأمر المرتقب».
وهكذا بدأت الملحمة المصرية فى أعقاب هزيمة قاسية، وفى ظل احتلال العدو لجزء لا يستهان به من الأرض. فبعد وضع الخرائط التفصيلية بدأت عملية استطلاع أرضى على الطبيعية لكل موقع على حدة، لتقرير الصلاحية النهائية. وسرعان ما تصدر إشارة البدء، العمل الذى لم يتوقف لحظة من نهار أو ليل. أقسم الرجال ألا يهنأوا بلحظة راحة إلا ومصر محررة آمنة. كان العمل فى إقامة شبكة المطارات الجديدة يجرى تحت الهجمات المتكررة لطائرات العدو المغيرة على سمائنا، ولكن لم يؤثر ذلك على عزيمة الرجال. وهو ما يتحدث عنه مبارك قائلاً: «كلما ازداد العدو الجوى شراسة فى قصفه لمواقع بناء هذه القواعد كان أبناء مصر الشجعان عسكريين ومدنيين من العاملين فى هذه المواقع يزدادون إصراراً على إنجاز المهمة، ويزدادون شراسة فى أدائها، لأنهم كانوا على يقين، من أنهم فى سباق تاريخى مع الزمن، ومع العدو الذى يريد أن يثبط همتهم، وهو سباق رهيب جائزته الحياة والنجاة وإقامة درع الأمان لمصر كلها، وخسارته رهيبة أيضاً، لا معنى لها سوى تأكيد سيطرة العدو الجوية على سماء المنطقة كلها. ولكننا فزنا من جوف الأرض، وعلى امتداد رقعة الأرض المصرية الغالية لتشييد شبكة هائلة من القواعد والمطارات والممرات الجوية الحديثة فى تصميمها وتنفيذها، وفى المنشآت الحديثة التى زودت بها».
رجال المدفعية أثبتوا «مقدرة فائقة» على إصابة الهدف بدقة بالغة.. وطيارو المقاتلات القاذفة استطاعوا أن يدمروا أكثر من دبابة فى «هجمة واحدة»
الدشم الخرسانية
يصل مبارك للمحور الثالث فى عملية إعادة بناء السلاح الجوى، والمتعلق بتشييد الدشم الخرسانية المسلحة وملاجئ حماية الطائرات، الذى يصفه بأنه من أروع انتصارات الإنسان المصرى فكراً وعملاً، فى سنوات الإعداد للمعركة، فيرد الفضل فيه للفكر الهندسى المصرى الصميم، وللتنفيذ المصرى الذى يبلغ حد الإعجاز فى دقته. كان لا بد من البحث عن بديل سريع للحظائر المعدنية بشكل يضمن السلامة للطائرات، ويكمل حمايتها فى حالة إفلات العدو الجوى من حائط الدفاع الجوى الثابت، ومظلة الدفاع الجوى المتحركة، ومن هنا، كما تقول المذكرات، جاءت فكرة الدشم الخرسانية التى تولتها مجموعة من العقول المصرية المتخصصة فى هندسة الإنشاءات، والمهندسين العسكريين، وخبراء جهاز إنشاء المطارات، إلى جانب عدد من أساتذة الهندسة بالجامعات المصرية، وهو ما يكمل عليه «مبارك» بالقول: «عندما أعلن مهندسونا وخبراؤنا، أنهم توصلوا إلى تصميم (الدشمة الخرسانية المسلحة) التى تضمن تحقيق الهدف المطلوب، فوجئوا بقيادة الجو المصرية، تطلب منهم أن يتولوا الإجابة الدقيقة عن مجموعة محددة من الأسئلة هى: ما هو على وجه الدقة الموقع الذى يرشحونه لإقامة الدشم بالنسبة لكل ممر من ممرات المطار، وبشكل يضمن سلامة وضع الطائرات موضع الاستعداد فى حالتيه الأولى والثانية؟ وما تصورهم عند تنفيذ التصميم المقترح للأسلوب السليم لخروج ودخول الطائرة من الدشمة وإليها، علاوة على طريقة الجر أو الدفع الذاتى؟ وما الوسائل التى تضمن تأمين وسلامة أطقم الفنيين الأرضيين المسئولين عن تجهيز وإعداد الطائرة داخل الدشمة، خاصة بالنسبة لعادم الطائرة، عند دوران محركها قبل خروجها من الدشمة؟ ما وسائل تأمين الطائرة داخل الدشمة ضد العوامل الجوية والأثرية؟ وما وسائل حماية الطائرة وعدم إصابتها عن طريق المداخل المكشوفة بدون بوابات؟ وتوالت التصميمات والتعديلات، حتى قدر للجميع أن يعلوا فى النهاية كلمة العلم بموضوعية صارمة، ونجح العقل المصرى الخلاق فى تحقيق المعجزة، وظهرت الدشمة المسلحة إلى الوجود، تحدياً عملياً صارخاً، لكل ما أشاعه العدو عن تفوقه فى مجال العالم الحديث والتكنولوجيا، وعجز العقل العربى عن اللحاق به، فضلاً عن منافسته أو التفوق عليه».
يتوقف مبارك عن السرد العلمى لعملية إنشاء الدشم الخرسانية، ليحكى عن واقعة حدثت يوم الأحد، السابع من أكتوبر عام 1973، أى ثانى أيام الحرب، وأظهرت فيها الدشم الخرسانية قوتها وصمودها فى المعركة ودورها الذى بان أثره بقوة، حيث سعى العدو للتقليل من خطورة الهجمات الجوية المصرية، وانتشار المشاة والمدفعية بعد تحقق العبور يوم السادس من أكتوبر، فلجأ لاستخدام الطيران أو ما كان يسميه بذراع إسرائيل الطويلة عبر عملية هجومية مركزة استهدفت ضرب أكبر عدد ممكن من المطارات والقواعد الجوية المصرية، محاولاً تكرار ما قام به فى الخامس من يونيو عام 1967 لإحداث شلل كامل لسلاح الجو المصرى، تمهيداً لإخراجه من المعركة، لولا أن حمت الدشم طائراتنا، وهو ما يقول عنه مبارك -فى عودة لروح تفنيد خطة ورؤى العدو-: «إن العملية الهجومية التى حاول سلاح الجو الإسرائيلى القيام بها صباح الأحد 7 أكتوبر 1973 كانت مجرد «مغامرة مجنونة» ولا يمكن أن ترقى حتى إلى وصفها بأنها مهمة انتحارية وذلك للأسباب الآتية: أولاً إن العملية التى يقوم بها أى سلاح جوى مهاجم ضد خصمه لكى تكتسب احترام الخبراء فى التخطيط للحرب الجوية من جهة، ولكى توصف بأنها عملية سليمة من جهة ثانية، يجب أن يتوفر فيها تحديد الهدف المطلوب تحقيقه من الضربة الجوية تحديداً كاملاً، فلا يترك فرصة أمام الطيارين المقاتلين المكلفين بالمهمة للوقوع فى براثن الارتجال، أو الاجتهاد السريع، وأن تكون لدى واضع الخطة المعلومات الدقيقة عن دفاعات العدو الثابتة والمتحركة المتوقعة للتصدى للعملية واعتراضها ومحاولة إجهاضها. ولذا، فإن التطبيق الموضوعى المحايد، لهذه القواعد النظرية على العملية الهجومية التى قام بها سلاح الطيران الإسرائىلى.. ضد مجموعة من المطارات المصرية، يوم الأحد 7 أكتوبر 1973 يؤكد أن هذه العملية، لم تكن بأى حال من الأحوال عملية هجومية سليمة من وجهة النظر العلمية لقواعد التخطيط للحرب الجوية، كما لا يُمكن وصفها ولو من باب التجاوز، بأنها عملية انتحارية، قامت بها جماعة من الفدائيين، فإذا لم تكن هذه العملية، هجوماً جوياً جرى تخطيطه وتنفيذه، على أسس سليمة، وإذا لم تكن أيضاً عملية انتحارية، فلم يبق أمامنا ودون أدنى استسلام لدواعى التعصب القومى، أو تجاهل النظرة العلمية المحايدة إلا أن نصف هذه العملية بوصفها الصحيح، وهى أنها مجرد مغامرة مجنونة، اندفع إليها قادة سلاح الجو الإسرائيلى، بالطيش، والاستهتار حتى بأرواح طياريهم المقاتلين واندفعوا إليها بأخطر ما يقع فيه المقاتل الحديث، وهو الغرور بالنفس والاستهانة بالخصم».
مقاتلة مصرية في حرب اكتوبر
لا يكتفى مبارك بتوصيف تلك الخطوة بالجنون من قبل عدو أعماه الغرور، لكنه يذكره بما قامت به قواتنا المسلحة يوم السادس من أكتوبر ليدرك حمق خطوته، وندرك نحن حجم إنجازنا، فيقول: «كان على القائد الإسرائىلى الذى أصدر أمره بالهجوم على المطارات المصرية صباح الأحد 7 أكتوبر أن يتوقف أمام حقيقتين هما: فى الساعة «205» الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر السبت 6 أكتوبر، عبرت مائتان واثنتان وعشرون طائرة مصرية قناة السويس، لتقوم بضربة جوية مركزة على مختلف القواعد والمواقع الإسرائيلية فى سيناء، وتنجح فى أداء مهمتها نجاحاً ساحقاً، أكده انخفاض نسبة الخسائر بين الطائرات المصرية المهاجمة إلى واحد فى المائة، تمثل رقماً قياسياً عالمياً، لم يحدث من قبل فى تاريخ الحروب الجوية، كما أكد هذا النجاح الساحق، ارتفاع نسبة إصابة الأهداف إلى رقم يجاوز الخمسة والتسعين فى المائة، بالإضافة إلى نجاح هذا العدد الضخم من الطائرات المهاجمة فى العودة بسلام بعد تنفيذ المهمة، واختراق حائط الجحيم الذى أشعلته المدفعية المصرية المرابطة -وقتها- على الضفة الغربية للقناة، دون أن تسقط طائرة مصرية واحدة -ولو من باب الإصابة الخطأ- وهى تحلق على ارتفاع منخفض، لا يجاوز ارتفاع السد الترابى الذى أقامته إسرائىل على الضفة الشرقية للقناة إلا ببضعة أمتار قليلة».
يا الله أنت وحدك من يعلم ما فى النفوس، وتعلم أن هؤلاء الجند وقد قال عنهم نبيك وآخر مرسليك إنهم خير أجناد الأرض-ولو كره الكارهون وكذب المدعون- أنت من تعلم كيف عادت هذه الطائرات المصرية بعد نجاح ضربتها على خطوط العدو، سليمة لتخترق جحيم المدفعية المصرية التى كانت تصب غضبها قبل نارها على جبهة العدو، دون أن تسقط منها طائرة واحدة، وهو ما يضفى ملامح الإعجاز على رجال المدفعية الذين لم يخطئوا أهدافهم ولو قيد أنملة، وكذلك مهارة الطيار المصرى المقاتل، فى إصابة أهدافه والتصويب عليها بدقة بالغة، ثم قدرته العالية الكفاءة، على التحكم فى طائرته، والمناورة بها، وتحديد مسارها يميناً ويساراً، وارتفاعاً وانخفاضاً بصورة مشرفة وضحت آثارها فى عودته سالماً، بالإضافة إلى ما كانت تتمتع به الجبهة المصرية من نظام إنذار مبكر ودفاع جوى بكفاءة عالية الارتفاع يسرت للقوات المسلحة المصرية بجميع أفرعها البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوى أن تأخذ حذرها فى وقت مبكر جداً ضد أى هجوم متوقع. يستشهد مبارك هنا باعترافات عدوه، فيذكر تصريحات موشى ديان نفسه، وزير الدفاع الإسرائيلى، الذى قال: «هذه حرب صعبة.. معارك المدرعات قاسية.. ومعارك الجو فيها مريرة.. إنها حرب مريرة بأيامها، وثقيلة بدمائها»، كما يستعين بمانشيتات صحيفة نيويورك تايمز المعنونة بالهزيمة: «إسرائيل فقدت لحظة اندلاع الحرب نحو خمس ما كانت تملكه من طائرات.. وتتمثل هذه الخسائر فى المقاتلات الفانتوم، وقاذفات القنابل الهجومية من طراز سكاى هوك».
يتوقف مبارك مرة أخرى ليطرح تساؤله حول كيفية إعادة بناء قوات جوية فى ست سنوات وبتلك الكفاءة؟ فيجيب ذاته بالقول إن السبب يكمن فى درس النكسة فى يونيو 1967 والذى حول عمل القوات المسلحة كلها من حرب شعارات لحرب إرادة، تم بناؤها على أسس العلم والتسليح، أما السبب الثانى فيكمن كما يقول فى حرب الاستنزاف التى كانت محطة تدريب لا يستهان بها للمقاتل المصرى فى كل أفرع القوات المسلحة، مشيراً إلى أن حرب الاستنزاف مرت بثلاث مراحل هى: الصمود، والدفاع النشط، ثم الاستنزاف.
«الميج» فى مواجهة «الفانتوم»
مرة أخرى يسلط مبارك القائد العسكرى الضوء على بطولة لأحد نسور الجو المصرى فى حرب الاستنزاف، التى تمكن فيها طيار مقاتل مصرى يقود طائرة من طراز «ميج» من تحقيق المعجزة حين حطم دعايات العدو وأسقط طائرة «فانتوم» أمريكية كانوا يطلقون عليها «الشبح». يذكر مبارك القصة بقوله: «كانت المنطقة الساحلية الواقعة غرب «بورسعيد» و«شرق رأس البر»، نقطة التسلل للطائرات المعادية التى تستهدف ضرب المطارات المصرية.. وفى يوم 9 ديسمبر 1969 التقطت شاشات الرادار المصرية، أهدافاً غريبة تتحرك فوق مياه البحر الأبيض على ارتفاعات منخفضة فى اتجاه المنطقة الخطرة من سواحلنا الشمالية، وعلى الفور صدرت الأوامر لمقاتلاتنا المصرية من طراز «ميج 21» بالتصدى للطائرات الإسرائيلية المغيرة، وكانت من طراز «فانتوم». كانت المواجهة الفريدة يقودها من الجانب المصرى بطل من أبطال السلاح الجوى المصرى هو الرائد طيار سامح، الذى دخل هذه المعركة مشبّعاً بروح الانتقام والثأر لزميله فى السلاح وصديق عمره النقيب طيار «نورالدين» الذى كُتبت له سعادة الاستشهاد، بفعل كمين جوى نصبته له المقاتلات الإسرائيلية فى يوليو 1969. كانت طريقة الانتقام فى غاية البساطة والجرأة فى وقت واحد. كان بين طيارى التشكيل المصرى الملازم طيار عاطف، فأصدر الرائد سامح أمره لتلميذه عاطف لكى يأخذ وضع الاستعداد اللازم، ثم قام سامح بنفسه وبمعاونة باقى طائرات التشكيل المصرى بالمناورات السريعة المُحكَمة التى جعلت إحدى طائرات «الفانتوم» فى مرمى نيران الطيار عاطف الذى كان يتلقى توجيهات قائده، وينفذها بدقة، يسّرت له أن يصيب صيده الثمين. فسقطت «الفانتوم» وكان هذا اليوم بمثابة ناقوس الإنذار المدوى وانتبه سلاحها الجوى إلى حقيقة الخطر الداهم، الذى يعنيه نجاح الطيار المصرى المقاتل فى إسقاط أحدث أنواع الطائرات».
يعرج مبارك من حديثه عن البناء المادى للقوات الجوية، إلى البناء المعنوى لرجالها ليؤكد أن الروح المعنوية القوية المؤمنة برسالتها هى أساس سلامة العقيدة القتالية التى تقود إلى ارتفاع الكفاءة النفسية للمقاتل. فيؤكد أن المقاتل المصرى الذى تعرض للهزيمة فى يوم ٥ يونيو هو نفسه المقاتل الذى حقّق النصر الساحق فى يوم ٦ أكتوبر بعد ست سنوات ليصعد من قاع الهزيمة ليرتقى قمة النصر، وهو يحمل نفس السلاح الروسى. وهو ما دفع بإسرائيل إلى القول إن المصريين تعاطوا دواءً كيميائياً للشجاعة! وهو قول هراء بالطبع يعبر عنه مبارك بالقول: «إذا كان هناك من سر غير كيميائى بالتأكيد فإن مكمنه هو إيمان المقاتل المصرى مع قيادته الجديدة بأن السلاح بالرجل وليس الرجل بالسلاح. من هذا الإيمان الأساسى، استمد المقاتل المصرى المكوّنات السليمة لعقيدته القتالية الجديدة، التى وصلت به إلى مستوى من ارتفاع الكفاءة النفسية والقتالية، أذهل الخصم، وجعله يبحث عن سر «حبوب الشجاعة» التى يتعاطها هذا المقاتل المصرى الجديد».
ثم يبدأ مبارك فى شرح الكيفية التى تم بها دعم الروح المعنوية للمقاتل المصرى بعد نكسة الخامس من يونيو عبر منهج علمى ونفسى مع الاعتماد على طبيعة المقاتل المصرى الصلبة المستندة إلى جذور ممتدة ضاربة فى التاريخ ومؤمنة بالأرض. لتستبدل القيادة بالقوات المسلحة بنظريات إدخال السرور عن طريق حفلات الترفيه وتوزيع الحلوى والسجائر الإضافية على الضباط والجنود، والتى كانت سائدة حتى يونيو 1967، نظريات العلم الحديث فى التدريب وهدم دعاية العدو لنفسه من أنه يمتلك اليد الطولى والأقوى وأنه الجيش إلى لا يُهزم، من داخل نفوس مقاتلينا. لا من خلال الشعارات والعبارات الرنانة ولكن من خلال تفنيد أساليب العدو وإبراز ما بها من ضعف وقوة وسبل مواجهتها. وهو ما يقول عنه مبارك: «لم تكن المهمة الجديدة سهلة بأى حال من الأحوال، فقد كان على الجهاز الجديد الذى كانت مسئوليته الإعداد المعنوى للمقاتل الجوى، أن يضع خطته على أسس مدروسة، وأن ينفذها بأسلوب عملى، لا يقتصر على التوجيهات المكتوبة فى نشرات التوجيه المعنوى التقليدية.. بل تنوع أسلوب «الجهاز الجديد»، فشمل كل وسائل الاتصال الجماهيرى -المعترف بها فى فلسفة الإعلام الحديث- كالهوايات، والتدريب، والترفيه، ونشر المعلومات. كانت هذه الوسائل جميعها، تتحرك فى تعاملها مع المقاتل، مستهدفة تزويده بألوان من المعرفة، التى يمثل كل منها، عنصراً أساسياً، من مكونات «العقيدة القتالية السليمة»، بحيث تعيد بناء هذا المقاتل نفسياً على أساس صلب، فيكتسب الثقة بالنفس وفنون القتال».
** قل «جيش مصر» ولا تقل «عسكر»
من يقرأ تلك الجزئية فى مذكرات مبارك يدرك حقيقة ومفهوم العقيدة لدى جيشنا الذى يسميه البعض جهلاً أو حقداً بكلمة «عسكر»، حيث يشرح مبارك كيف أن جيشنا فى إعادة إصلاح ما خسره فى عام 1967 اعتمد على أكثر من مسار. فيتحدث عن القوات الجوية كمثال، قائلاً: «كان علينا دعم عقيدة القتال لإعداد المقاتل الجوى المصرى من الوجهة النفسية إعداداً سليماً، لنمزج داخل نفسية هذا المقاتل بين أمرين، أنه لا يقاتل حين يقاتل، رغبة فى العدوان، بل يخوض أهوال الحرب، لصد العدوان عن أرضه وعرضه، فهو مقاتل، وليس قاتلاً مأجوراً. والثانى: أن الجزاء الحقيقى الذى ينتظر المقاتل المؤمن هو النصر على عدوه، وردعه عن العدوان.. أو.. الاستشهاد فى سبيل الوطن. كانت النتيجة الرائعة هى نقطة الوصول على المحور الأول.. فى عملية البناء الكبير لقواتنا الجوية. وصدق العالم أجمع، ما أراد المقاتل المصرى أن يقوله ببساطة، من أن «السلاح بالرجل».. وليس الرجل بالسلاح، فى ذات الوقت كان العمل لرفع الكفاءة القتالية للمقاتل المصرى. وتم تعيين الرؤساء المناسبين، والمسلحين بالتخصصات المتقدمة، فى أفرع التدريب المختلفة، لإعداد الخطط الجيدة للتدريب القتالى، على أسس واقعية».
وهكذا شملت عمليات التدريب دراسة ما حدث من أخطاء فى يونيو 67 لمنع تكرارها، والتدريب على عمليات القتال الجوى بجميع أنواعه فى مختلف الارتفاعات، والظروف الجوية المتباينة، وإجراء الرماية فى ميادين تكتيكية، والتصويب على أهداف هيكلية، تشبه الأهداف الحقيقية لدى العدو. وإعداد الطيارين والملاحين والموجهين، والفنيين والأطقم الأرضية بأساليب متكاملة.. تمكنهم من استخدام الأساليب الفنية الحديثة، والوصول بهم إلى المستوى العلمى، الذى يسمح لهم بالتعامل مع أحدث الآلات، وأكثر أنواع الطائرات تعقيداً. وإعداد المتخصصين فى مجال الاتصالات والإصلاح الهندسى للطائرات والملاحة الجوية، والاستطلاع والتصوير الجوى وتفسير وقراءة الصور الجوية، وتشغيل المعدات الفنية الخاصة التى تكمل عمل الطائرة.
أتى هذا بثماره -كما يقول مبارك- عن تحقيق أرقام قياسية لدى المقاتل المصرى فى حرب أكتوبر، فيضيف: «بعد ست سنوات من هذه التدريبات المكثفة، فى مختلف المستويات والمجالات، كان أن حققنا كثيراً من الأرقام القياسية. فقد حقق كثير من الطيارين بين «6» و«7» طلعات طائرة فى اليوم، محطمين بذلك الرقم القياسى العالمى وهو «4» طلعات يومية. ودامت بعض الاشتباكات الجوية، خلال حرب أكتوبر، ما يقرب من «50» دقيقة، رغم أن الزمن التقليدى لأى اشتباك جوى لا يتعدى من «7» إلى «10» دقائق. وكان تدمير الدبابة الواحدة فى جداول التدمير النظرية، يستلزم من «2» إلى «3» هجمات طائرة.. غير أن طيارى المقاتلات القاذفة المصريين حققوا إمكان تدمير أكثر من دبابة بهجمة طائرة واحدة».
كلمة السر.. «صِدام»
حملت خطة القوات الجوية فى حرب السادس من أكتوبر اسم «صدام» لتعبر عن مضمونها الذى يتحتم فيه الاصطدام بالعدو وإلحاق أكبر قدر من الخسائر فى قواته البشرية والآلية. ويبقى السؤال الذى يطرحه مبارك فى مذكراته شارحاً تلك الخطة وما حدث فيها هو: ما حقيقة ما حدث فى الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر السادس من أكتوبر عام 1973؟ وكيف نفذ طيارونا المقاتلون الضربة الجوية المصرية المركزة «صِدام» ضد أهداف العدو؟ كيف حققوا بدقتهم فى تنفيذها، وبانخفاض نسبة الخسائر بين طائراتهم، وارتفاع نسبة إصاباتهم للأهداف المعادية، مستويات قياسية جديدة لم يسبقهم إليها أحد فى تاريخ الحروب الجوية؟ يقول مبارك: «فى هذه الحرب أثبت مقاتلونا بنجاحهم الساحق أن الطيار المصرى المقاتل ليس قادراً على الانتقام من عدوه الطيار الإسرائيلى فحسب، ولكنه قادر على تحقيق انتقامه الجوى، بأعلى قدر من الكفاءة فى التخطيط، والإحكام فى التنفيذ، بمستوى يجعل من ضرباته الانتقامية مثالاً يُحتذى به».
يسترجع مبارك قبل استدراكه فى شرح الخطة الهجومية للقوات الجوية فى أكتوبر 73، ذلك الاجتماع الذى دعا له الرئيس السادات فى 24 أكتوبر عام 1972 فى القيادة العامة للقوات المسلحة، عارضا بعضا من فقراته نتوقف نحن أمام تلك الفقرة التى قال فيها السادات لرجاله من قادة القوات المسلحة: «إحنا أمام امتحان قدام شعبنا فى المقام الأول.. قدام رجولتنا.. تاريخنا كله.. قدام أجيالنا اللى جاية.. هل إحنا موجودين، ولّا مش موجودين.. ربنا يوفقكم». وهكذا تدرك حجم التحديات التى كان يواجهها هذا الجيش العريق. يعرف حجم المعوقات ويعرف دوره ويصر على تحمل مسئوليته. يشرح مبارك مشاعره أمام كلمات السادات بالقول: «أرجو ألا أكون مبالغا فى إحساسى إذا قلت إننى شعرت ليلتها بأن حديث القائد الأعلى عن اختبار القدر الذى نواجهه، وتساؤله حول إحنا موجودين ولا مش موجودين، ثم إحساسه بالألم وهو يقول: كفاية سمعنا كلام كتير.. وتجريح كتير.. ولحظة لازم نواجهها.. محكوم علينا من الكل إن إحنا ناس لا قدرة لنا.. خلاص.. مشلولين». أحسست بأنه تعبير عن مشاعر الرجال فى القوات الجوية، التى تحملت ما لم يتحمله سلاح جوى فى العالم من اتهامات ظالمة، أراد العدو بها أن يهز ثقة مصر فى سلاحها الجوى، وفى طيارها المقاتل. أوجز السادات المعنى: «إحنا أمام امتحان قدام شعبنا فى المقام الأول.. قدام رجولتنا.. تاريخنا كله.. قدام أجيالنا اللى جاية.. هل إحنا موجودين ولا مش موجودين». وإذا كان المنطق الجدلى يسمح بوجود أكثر من إجابة للسؤال الواحد، فإن هذا السؤال بالذات لم تكن له إلا إجابة واحدة.. أن نثبت للعالم ولشعبنا المصري -ولأمتنا العربية- أننا موجودون».
ويحكى مبارك كيف دخل سلاحنا الجوى المعركة وهو محمل بأوزار ضربتين جويتين فى عامى 1956 و1967، وكيف رأى أن يكون الثأر لهذا السلاح بالرد على العدو بنفس اللغة التى يفهمها، عبر قيام رجال السلاح الجوى بضربة جوية مركزة ضد مطارات العدو ومواقعه العسكرية المؤثرة، ضربة ذات حجم هائل، وغير متوقعة سواء على مستوى التخطيط المحكم، أو التنفيذ الدقيق. سعى مبارك للثأر والانتقام من عدوه وتلقينه درساً فى كيفية احترام قدرات الطيار المصرى. وهكذا ولدت الفكرة الأولى للضربة «صدام».. بمعناها وأبعادها وفلسفتها وأهدافها.
222 طائرة مصرية عبرت قناة السويس.. ونفذت «هجمة مركزة» على القواعد والمواقع الإسرائيلية فى سيناء
هنا لا بد أن تستمع لمبارك وهو يشرح خطته «صدام» التى استعاد بها الطيار المصرى سمعته بين جيوش العالم، حين يقول: فى بداية تحليلنا للعملية «صدام» لا بد من الإشارة إلى بعض الحقائق المهمة، أولها تحديد موقفها من العدو الجوى موضوعيا، يصل إلى حد الصرامة فى واقعيته، دون تهوين أمر هذا العدو أو انتقاص من قدراته الحقيقية، ودون تهويل أو مبالغة فى تقدير ما يملكه العدو من عتاد وخبرة قتالية. لقد تحركت قيادة الجو المصرية وهى تخطط للعملية «صدام» على أساس أن الطيار المصرى المقاتل سيواجه عدوا مدربا تدريبا جيدا، ووراءه رصيد من الخبرة والممارسة القتالية، بالإضافة إلى ذلك هناك حقيقة ما يملكه العدو من إمكانيات عالية المستوى فى العتاد والسلاح الجوى، تجعل الطيار الإسرائيلى مزوداً -من الناحية النفسية على الأقل- بكفاءة معنوية عالية، يمده بها إحساسه بالاطمئنان الكامل إلى طائرته وإمكانياتها العالية. هذه الواقعية فى النظرة إلى العدو التى تمثل أعلى مستويات الصدق مع النفس هى التى حمت الطيار المصرى المقاتل، ظهر السادس من أكتوبر، من التعرض لمفاجآت غير محسوبة، وهى التى ضمنت لسلاحنا الجوى الاستمرار فى القيام بواجباته القتالية والهجومية طوال أيام المعارك، بحيث كانت قواتنا الجوية، كما قال الفريق أول محمد عبدالغنى الجمسى القائد العام للقوات المسلحة ونائب رئيس الوزراء ووزير الحربية، «هى التى بدأت الحرب وهى التى أنهتها». نعم لقد كان لهذا الحساب الدقيق للمخاطر والمفاجآت المحتملة من جانب العدو الفضل فى نجاح الطائرات المصرية فى تنفيذ ضربتها المركزة «صدام»، وعجز العدو عن التصدى لهذا العدد المخيف من الطائرات -الذى لم يسبق أن اشترك مثله فى عملية هجومية واحدة- بل إن كثافة عدد الطائرات المصرية المغيرة، فضلا عن قدرتها على إحداث أكبر قدر من التدمير للعدو بسرعة وفى وقت واحد، أدت أيضاً إلى نتيجة رائعة كانت محسوبة تماما، وهى إصابة طيارى العدو بالفزع والرعب، وهم يشاهدون سلاحنا الجوى يهاجمهم بهذه الكثافة والإصرار، الأمر الذى أدى إلى اهتزاز ثقتهم بقيادتهم التى خدعتهم طويلا، وهونت لهم كثيرا من أمر سلاح الجو المصرى وأمر طياريه.
ويواصل مبارك حديثه عن الخطة «صدام» قائلاً: «الحقيقة الثانية هى توقع المفاجآت من العدو، احتراما لمبدأ أن العدو عنده دائما ما يخفيه، وضمانا للوصول بالخطة المصرية إلى تحقيق الهدف المحدد لها، حتى لو تعرض التنفيذ لأى مفاجآت يكون العدو قد أحكم إخفاءها فى الفترة السابقة للعمليات، وما يمكن أن ينتج عن هذه المفاجآت من تعويق ولو جزئى لأهداف الضربة الجوية. وحددنا خطوات خطتنا فى الآتى:
1- فى الموعد المحدد لبدء العملية «صدام» أى الساعة 2.05، تندفع الطائرات المصرية، المكلفة بالمهمة، شرقا، وتخترق خط الجبهة، حيث تقوم وفى وقت واحد، تم حسابه بالثانية، بقصف مركز للأهداف والمواقع المعادية، التى رؤى على مستوى التخطيط المتخصص للقوات الجوية، والتخطيط الشامل لقواتنا المسلحة كلها، ضرورة تدميرها وإسكاتها تماما قبل اندلاع الحرب، حتى نوفر لقواتنا التى ستعبر القناة بعد نجاح الضربة الجوية، أقصى ما يمكن توفيره من ضمانات الأمن، وعدم التعويق المؤثر لمجهودها الرئيسى فى العمليات. ووضعنا فى حسابات خطتنا احتمال نجاح العدو فى استخدام ما قد يكون عنده من إمكانيات غير معروفة لنا، بحيث يتمكن من امتصاص جزء كبير من تأثير الضربة الجوية التى سنوجهها لمواقعه وأهدافه المؤثرة، ففكرنا فى الحل السريع الذى يضمن تحقيق أهداف الضربة الجوية بأعلى نسبة من إصابة الأهداف، وبأقل قدر من الخسائر بين طائراتنا، وهذا الحل الذى نزيح الستار عنه الآن يتمثل فى الملمح الثانى من الخطة.
الخطة كانت «مفتاح النصر» قبل حرب أكتوبر لأنها تعاملت مع «القدر الطبيعى» لإمكانياتنا والمشير «الجمسى» قال عنها: القوات الجوية بدأت الحرب ضد العدو.. وأنهتها أيضاً
2- أن تقوم قواتنا الجوية، فى تمام الساعة الرابعة والنصف بعد ظهر 6 أكتوبر، أى بعد مرور نحو الساعتين والنصف، بتوجيه ضربة جوية ثانية، بنفس المستوى العالى من التركيز، وعلى الأهداف نفسها التى تم قصفها فى الضربة الأولى.لمواجهة أى تعويق من العدو لأهداف الضربة الأولى. إن قصر المساحة الزمنية التى تفصل بين الوقت المحدد للضربة الأولى، ووقت توجيه الضربة الثانية، لا يسمح للعدو بالتقاط أنفاسه، وإعادة أهدافه التى أصيبت فى الضربة الأولى -أو دُمرت- إلى مستوى الصلاحية المؤثر فى مقاومة الضربة الثانية، فضلا عن أن القوات الميدانية العاملة فى المواقع التى دمرت -أو أصيبت- فى الضربة الأولى، تكون كفاءتهم النفسية، قد هبطت بشكل فعال، يؤثر على كفاءتهم القتالية، التى لن تسعفهم فى مقاومة الضربة الثانية. كما أنه فى حالة نجاح العدو فى امتصاص الجزء الأكبر من الآثار التدميرية التى أحدثتها الضربة المركزة الأولى، فالأمر المؤكد أن الجانب الأكبر من اهتمامات العدو، عقب تلقيه لهذه الضربة المفاجئة، وبالكثافة التى تمت بها، سيتجه إلى محاولة إصلاح ما أعطب أو أصيب من أجهزته وعتاده -إن كانت هناك إمكانية لإصلاحه- ومعنى هذا أن العدو سيكون مشغولا طوال هذه الفترة فى محاولة حصر الخسائر، وإصلاح ما يمكن إصلاحه من أعطاب، ولن يتجه بمجهوده الرئيسى إلى محاولة الرد بضربة جوية انتقامية، قبل الاطمئنان إلى سلامة موقفه، والعودة بهذا الموقف إلى ما هو قريب من المستوى السابق للضربة التى تلقاها».
كان التخطيط يسير وفقا لرؤية علمية محددة، كان كل شىء قد تم حسابه حتى نتائج العمليات الجوية والهدف منها. وهو ما يقول عنه مبارك: كانت الخطة «صدام» تضمن تحقيق عدد من النتائج هى:
1- استمر التصاعد فى الخط البيانى الذى يمثل تدمير أهداف العدو، بحيث نصل بهذا الخط إلى أقصى نقطة ممكنة تمثل الهدف النهائى لخطة العملية «صِدام».
2- حرمان العدو من الهدوء الذى قد يساعده على تعويض ما خسره من عتاد ومقاتلين، أو إصلاح ما أُعطب من أجهزته ومنشآته نتيجة للضربة الأولى.
3- منع طيران العدو من استخدام المطارات القريبة فى توجيه ضربة انتقامية، سواء ضد قواتنا الزاحفة أو ضد أهدافنا العسكرية أو المدنية.
4- توفير الحماية اللازمة لقواتنا البرية فى ساعات العبور الأولى، وذلك بمنع طيران العدو الذى دمرت أو أعطبت مطاراته القريبة ومواقعه المؤثرة من القيام بأى عمليات هجومية تعوق المجهود الرئيسى لهذه القوات، خصوصاً فى لحظات إنشاء رؤوس الكبارى وتأمينها، والتى تُعتبر أخطر مراحل العبور».
وتظهر بشائر النصر بعد الضربة الجوية الأولى فى حرب السادس من أكتوبر حينما ثبت تحقيق الأهداف المطلوبة فيها بشكل يؤدى للاستغناء عن توجيه الضربة المركزة الثانية التى كانت موضوعة فى الخطة. وهو ما يدفع مبارك للعودة إلى عدوه الذى حطم طائرته فى يونيو 1967 «موردخاى هود» قائد القوات الجوية الإسرائيلية وصاحب عملية طوق اليمامة التى حطمت قواتنا على الأرض فى 1967. فيوجه له الحديث قائلاً: «تُرى ما رأى جنرال الجو الإسرائيلى «موردخاى هود» صاحب عملية «طوق الحمامة» - التى كادت العسكرية الإسرائيلية أن تفرضها على التاريخ العسكرى، باعتبارها خطة إسرائيلية، وهى لا تعدو فى حقيقتها، أن تكون نسخة مقلدة من الأصل الأنجلوفرنسى، الذى نُفذ ضدنا عام 1956؟ ترى ما رأى الجنرال «هود» فى هذا التمهيد العلمى الدقيق الذى اعتبره المخطط الجوى المصرى نقطة البداية الأولى فى إعداده لخطة الضربة الجوية المصرية «صِدام»؟ وما رأى «موردخاى هود» -ومن ورائه كل جنرالات الجو الإسرائيليين وكل صقور المؤسسة العسكرية الإسرائيلية- فى ذكاء المخطط الجوى المصرى وفى قدرته الواضحة على الاستفادة إلى أقصى حد من نظريات وقواعد القتال الجوى الحديث لكى يضمن لخطته الهجومية أكبر قدر من النجاح، ويوفر لطياريه -عن طريق الدراسة الجادة- كل ما يستطيع توفيره من ضمانات ضد المفاجآت غير المحسوبة وعمليات الإجهاض المضاد التى تعوق الضربة المصرية وتنحرف بمجهودها الرئيسى عن أهدافه الأساسية. ألا يعتبر «الجنرال هود» كل هذا دعوة غير مباشرة للفكر، يوجهها الطيار المصرى المقاتل -الذى أُعيدت صياغته على أحدث ما تكون صياغة وإعداد الطيار المقاتل- لكى يفيق خصومه من أحلام اليقظة الكاذبة التى نعترف بأنها أفادتنا كثيراً، لأنها ساعدتنا على العمل فى صمت، ولسنوات طوال، كان العدو فيها مشغولاً باجترار إحساسه البالغ بالنصر، وكنا منصرفين خلالها إلى العمل والتدريب والإعداد، حتى وصلنا إلى اللحظة التى أقسمنا -عام 1967- على الوصول إليها مهما كان الثمن ومهما كانت التضحية».
ثم يواصل مبارك تحذيره الذى يصل لمرحلة التهديد لهذا العدو بقوله: «إن مصير أى مغامرة جنونية قد يفكر العدو فى الإقدام عليها تقليداً لما حدث فى 5 يونيو 1967 ليس مصيراً افتراضياً مبعثه الوهم، لكن المصير المحتوم سيكون نتيجة حتمية لما يستطيع سلاحنا الجوى أن يصنعه بعدوه -جواً وبراً وبحراً- بعد أن وصل إلى ما وصل إليه من مستوى بالغ الارتفاع، كسلاح جوى بالغ العصرية على جميع مستويات التخطيط، والتنظيم، والإعداد، والتدريب، ذلك المستوى الذى تفصح عنه تفاصيل العملية «صِدام».

أخر تعليقات بعالم العرب