![]() |
كاثرين آشتون |
نتقد سياسيون زيارة كاثرين آشتون، المفوض الأعلى للشئون الخارجية للاتحاد الأوربي إلى مصر، محذرين من تواجدها الذي تصادف مع دعوات جماعة الإخوان بالتظاهر، وهو ما اعتبروه اتفاقا مسبقا بينهم للضغط على الحكومة المصرية لتنفيذ مبادرة الاتحاد الأوربي التي تضم اعتراف الإخوان بخريطة الطريق، ووقف المظاهرات من جانب الجماعة وإدانتها بشكل كامل للعمليات الإرهابية التي تحدث في سيناء، والإفراج عن المقبوض عليهم في قضايا ليس لها سند مادي، ورفع الحراسة عن أموال الجماعة المجمدة، وتوفير محاكمة عادلة للمتهمين في قضايا الدم، ومشاركة الجماعة في الإعداد للانتقال بالبلاد من المرحلة الحالية للمستقبل الديمقراطي دون إقصاء لأحد. وكانت مصادر أمنية قد كشفت أن عددًا من الجهات الأمنية رصدت تحركات مكثفة لعدد من الكوادر الإخوانية عبر اتصالات ولقاءات، تم خلالها الاتفاق على تكثيف التظاهرات والوقفات الاحتجاجية بعدد من الميادين العامة خلال الفترة الحالية. وأشارت المصادر إلى أن التحركات الإخوانية لميدان التحرير ومحاولات احتلاله أمس، ومظاهراتهم بعدد من الجامعات بالمحافظات، وما أسفر عنها من سقوط ضحايا تأتي في إطار محاولات الإخوان لإحراج الحكومة خلال زيارة مفوضة الشئون الخارجية للاتحاد الأوربي "كاثرين أشتون"، التي تبدأ زيارتها للقاهرة اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أنه تم رصد تعليمات صادرة لقيادات المظاهرات بافتعال أزمات ومحاولة الدخول في مواجهات مع الأمن، لإثارة الجهات الدولية خاصة في ظل زيارة المسئولة الأوربية. ومن جانبه حذر الدكتور عبد الله المغازى، عضو مجلس الشعب السابق، المسئولين من زيارة "أشتون" للقاهرة، ووصفها بأنها محاولة أخيرة لإعطاء جماعة الإخوان قبلة الحياة، وعدم وضعها على قائمة الإرهاب. وقال "المغازى": "هذه الزيارة تعطى الأمل لمنسقة الاتحاد الأوربى في إدخال الجماعة مرة أخرى في المشهد السياسي، على الرغم من أحكام القضاء التي صدرت بحلها والكيانات التابعة لها". وتساءل المغازى: متى تتوقف زيارات لجان التفتيش على مصر؟ ومتى يكون هناك خطاب سياسي قوى ضد محاولات التدخل الأجنبى في الشأن الداخلى؟ وفي السياق ذاته انتقد المهندس حمدي الفخراني، عضو مجلس الشعب السابق، زيارة "كاترين آشتون" إلى مصر، مطالبًا بعدم السماح لها بدخول البلاد حتى استقرار الأوضاع السياسية. وأضاف: إنه منذ فترة زار وفدًا مصريًا أمريكا بهدف توضيح المشهد السياسي، موضحًا أن هذا الوفد لم يقابل مسئولا أو برلمانيا أمريكيا بحجة أن هذه الفترة هي أجازة البرلمان، وتساءل: متى تكون لنا كرامة ونعامل الدول بالمثل. وأكد أن زيارة آشتون هي استكمال لاتفاقيات الإخوان مع القوى العالمية واستقوائهم بالخارج، مشيرًا إلى أن مظاهرات الجماعة هي ورقة ضغط على الحكومة المصرية لتسهيل مهمة آشتون. واتهم البرلماني السابق، الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية السابق، بترتيب هذه الزيارة، مؤكدًا أن البرادعى هو من يحرك الأمور في الخارج، واصفا إياه بأنه عميل أمريكا في مصر، خاصة بعد أن تم القبض على قيادات الجماعة وأصبح البرادعي هو المتحدث الآن باسمها. كما انتقد الفخراني أداء وزارة الخارجية ووصفه بالباهت والضعيف جدًا، متسائلا: لماذا لم تأخد الوزارة موقفًا حازمًا مع قطر وتركيا حتى الآن؟، لافتًا الانتباه بأن وقف التجارة مع تركيا – التي هي في صالح تركيا بفارق 29 مليار جنيه – يخسر أنقرة الكثير.