حذر خبراء عسكريون من «دور خبيث» قد تلعبه الولايات المتحدة فى المرحلة المقبلة للحيلولة دون تطور العلاقات العسكرية المصرية - الروسية، مؤكدين أن أمريكا ستعيد حساباتها عبر تقديم عروض عسكرية ولوجيستية «أكثر إغراءً» لمصر، ولكن بشكل يضمن لإسرائيل التفوق الدائم فى مجال التسليح على حساب الجانب المصرى.
قال الفريق حسام خير الله، وكيل أول جهاز المخابرات الأسبق مرشح الرئاسة السابق: «إن هناك احتمالين لا ثالث لهما قد تلجأ أمريكا إلى أحدهما فى إطار ردود فعلها المتوقعة تجاه عودة العلاقات العسكرية المصرية - الروسية، التى بدأ تفعيلها رسميا فى الأيام الماضية، أولهما أن تعمد الإدارة الأمريكية إلى تحسين العلاقات العسكرية مع مصر وتقدم للجيش قدراً أكبر من الإغراءات العسكرية فى صفقات السلاح كأن تزيد من معدلات توريد قطع الغيار للقاهرة، بالإضافة إلى ضخ بعض الأسلحة الحديثة التى كانت تمنعها عنا لأسباب تضمن تفوق الجيش الإسرائيلى على نظيره المصرى».
وأضاف «خير الله» لـ«الوطن» أن «الاحتمال الثانى، الذى قد تلجأ اليه أمريكا فى ظل تطور العلاقات العسكرية المصرية - الروسية، هو ترويج شائعات مفادها إمداد إسرائيل بأسلحة حديثة ما زالت فى طور البحث العلمى مثل طائرات (إف 35)، وهى ثانى مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية».
وشدد «خير الله» على أن «المصريين لا بد أن يعلموا أن أمريكا لن تسمح على الإطلاق بتفوق التسليح المصرى على الإسرائيلى، وأنه إذا حدث تحسن فى إمدادات الأسلحة فستكون أقل تطورا من المقدَّمة لإسرائيل؛ فواشنطن قد تسمح بتمويل الجيش المصرى بأسلحة لا حاجة له بها، مثلما حدث فى السبعينات من القرن الماضى قبل حرب 1973 عندما أمدتنا بصفقة بلدوزرات وقطع غيار مثلت عبئا على العسكرية المصرية فى ذلك الوقت».
وأوضح وكيل أول جهاز المخابرات الأسبق أن «أمريكا لن تستطيع، بحيلها ومحاولاتها الخبيثة، أن توقف عودة العلاقات المصرية - الروسية، ولا بد أن تعلم جيدا أن الزمان تغير وأن الفكر العسكرى والاستراتيجى اختلف كثيرا عن الماضى، ناهيك عن أن هناك فرقا كبيرا بين العلاقات المصرية - السوفيتية القديمة والعلاقات المصرية - الروسية الجديدة التى نحن بصددها الآن، وأنا أطالب الإدارة المصرية بعدم الوقوع فى أخطاء الماضى أو الخضوع لاستقطاب أى كتلة أو قوة عسكرية مهما كانت».
من جهته، قال اللواء نبيل فؤاد، الخبير الاستراتيجى مساعد وزير الدفاع الأسبق: «لا شك أن الإدارة الأمريكية استشعرت خطورة الموقف الحالى عقب انتهاز روسيا الفرصة بكل قوة لاستعادة العلاقات العسكرية مع مصر؛ فواشنطن وإن كانت تُخضع كل علاقاتها واتفاقياتها العسكرية لقوانين داخلية تنظم وتحكم طبيعة هذه العلاقات، كانت تشترط أيضا أن تقدم المساعدات العسكرية للأنظمة الديمقراطية، وفى إطار ذلك فمن المتوقع أن تعود العلاقات العسكرية المصرية - الأمريكية إلى سابق عهدها وأفضل من ذى قبل عقب أشهر قليلة من إجراء انتخابات مجلس النواب والانتخابات الرئاسية واستقرار الأوضاع السياسية فى البلاد».
واعتبر «فؤاد» أن «طبيعة التحدى فى العلاقات المصرية مع أمريكا خلال المرحلة المقبلة تتوقف على الوعى المصرى بضرورة تنويع موارد التسلح وعدم الوقوع فى فخ استقطاب أى من القوى العسكرية فى العالم مهما كانت تكلفة هذا التنوع؛ لأننا فى أشد الحاجة إلى تحقيق نوع من التوازن العسكرى فى موازين القوى فى منطقة الشرق الأوسط بين الأطراف كافة».