قال نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبى، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: إن مؤازرة مصر وشعبها «اقتصادياً وسياسياً» هى خدمة للوطن العربى كله، كون مصر تشكل قلب الوطن العربى، وإنه «دون هذا القلب لا يتعافى الجسم».
وأكد «آل مكتوم» خلال لقائه الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء، فى قصره بزعبيل فى دبى أمس، على موقف بلاده قيادة وحكومة وشعباً، الداعم لمصر وشعبها وقيادتها السياسية الجديدة. واستعرض الجانبان مجمل الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية فى مصر، والتطورات التى تشهدها فى ضوء التحولات السياسية، التى حدثت على الساحة المصرية، كما بحثا سبل تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية التى تربط الإمارات ومصر، وشعبيهما الشقيقين، بما يعود بالخير على الجانبين وعلى الوطن العربى بوجه عام.
وقال نائب رئيس الإمارات: «نبحث كقيادات وشعوب عربية عن نمط فكرى لإيجاد الحلول الملائمة لقضايا شعوبنا ودولنا، ونفكر بطريقة إيجابية وعادلة ومعتدلة؛ كى نحفز موهبة القيادة لدى قادة الأمة؛ لتمكينهم من التوصل إلى حلول خلاقة، وملائمة لطبيعية بلداننا، ونمط معيشة شعوبنا». وأشار إلى تجربة الإمارات «الرائدة» فى توفير مقومات الحياة الكريمة والتنمية والاستقرار لشعبها، رغم كل الصعوبات والتحديات التى واجهت قيادتها. وأضاف: «إننا كقيادة وشعب، تجاوزنا كل هذه الأمور، وزادتنا التحديات عزيمة وتصميماً، وشحذت هممنا لمزيد من الإنجازات التى نوظفها دائماً فى خدمة شعبنا وبلدنا وخدمة الشعوب والدول العربية الشقيقة». وتقدم الدكتور الببلاوى بالشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، على مواقف بلاده ومساندتها لمصر وشعبها؛ لتمكينها من عبور المرحلة الحالية من مراحل التنمية والاستقرار الاقتصادى والسياسى والأمنى، التى تمر بها، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار، والتفرّغ لعملية البناء والتنمية على جميع المستويات. وأكد أن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها فى مصر، وأنها فى طريقها إلى التعافى والهدوء والاستقرار، مشيراً إلى أن الفضل يعود فى ذلك إلى وعى القيادة والشعب المصرى، ودعم الدول الشقيقة لمصر، وعلى رأسها دولة الإمارات.
وكان وفد الحكومة المصرية الذى يزور الإمارات العربية المتحدة، برئاسة الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء، وبحضور كل من الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء، وزير التعاون الدولى، والمهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية، والمهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان، قد زار صندوق النقد العربى صباح أمس، وعقد اجتماعاً مع إدارة الصندوق برئاسة الدكتور جاسم المناعى المدير العام للصندوق ورئيس مجلس الإدارة. وبحث الوفد المصرى سبل زيادة الصندوق لاستثماراته فى السندات المصرية، وكذلك سُبل تقديم المساعدة فى إطار أنشطة ومبادرات الصندوق لتعزيز الشمول المالى وجهود توسيع الوصول للتمويل والخدمات المالية فى مصر. وقدّم الببلاوى شكره للجهود والمساهمات التى يقوم بها الصندوق فى دعم سياسات الإصلاح الاقتصادى والمالى التى تقوم بها الحكومة المصرية، متطلعاً للمزيد من التعاون مع الصندوق بما يسهم فى مساعدة الاقتصاد المصرى فى هذه المرحلة المهمة، كما قدّم الوفد المصرى شرحاً للأوضاع والتطورات الاقتصادية الأخيرة فى مصر. من جهته، أعرب الدكتور جاسم المناعى رئيس صندوق النقد العربى، عن حرص الصندوق على توفير كل السبل الممكنة فى إطار السياسات المتاحة، لتوفير الدعم لجهود الحكومة المصرية فى ترسيخ الاستقرار الاقتصادى والمالى، مؤكداً ثقته بإمكانيات الاقتصاد المصرى، ومشيداً بالسياسات المصرية التى من شأنها تعزيز فرص النمو الأكثر شمولاً والقابل للاستمرار، وبالتعاون القائم بين الحكومة المصرية وكل من صندوق النقد العربى وبرنامج تمويل التجارة العربية.
وقال «المناعى» إن الصندوق بصدد تقديم مزيد من الدعم الفنى بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية، سواء على صعيد تطوير أسواق التمويل المحلية أو على صعيد دعم فرص وصول الشركات المتوسطة والصغيرة للتمويل، أو فيما يتعلق بتطوير قطاع التمويل العقارى، وتحديداً التمويل الإسكانى للفئات محدودة الدخل.
يشار إلى أن صندوق النقد العربى وبرنامج تمويل التجارة العربية قدّما ما يزيد على 3 مليارات دولار أمريكى لمصر فى شكل قروض وتمويلات، كما أسهم الصندوق فى توفير فرص التدريب للكوادر الفنية المصرية العاملة فى الأجهزة المالية والنقدية والإحصائية التى وصل عددها إلى نحو 470 متدرباً من خلال حضور الدورات التدريبية التى نظّمها معهد السياسات الاقتصادية التابع للصندوق.